١٤٢٧/١٢/٠٦

ذم الثقلاء 4

قال (جنار) كنا نأتي سماك بن حرب نسأله عن الشعر ويأتيه أصحاب الحديث فيدعُهُم ويقبل علينا ويقول إن هؤلاء ثقلاء .
قال بعض أهل الأدب: استخفاف الثقيل ثقل ، واستثقال الخفيف علامة الثقلاء ، وكان يقال: الأنس بالثقيل علامة الثقل ؛ لأن كل طير يطير مع شكله .
قال أكثم بن صيفي من ألحف في مسألته أبرم وثقل .
كان رجل من الأعراب يختلف إلى امرأة من قومه يحادثها وكان لها محبا وكان إذا جاء ؛ ليحادثها تبعه فتى من الحي فيقعد قريبا منهما فلا يقدران على ما يحبان من الآنس والخلوة .
قال سفيان الثوري إنه ليكون في المجلس عشرة كلهم يخف عليّ فيكون فيهم الرجل أستثقله فيثقلون عليّ .
قال أخبرني أبو جعفر عبد الأعلى المُكَتِّب قال: ذُكرتْ لأبي معنٍ اللذاتُ فقال: الوقيعة في الثقلاء من اللذات . أي غيبتهم !
عن يمان بن ربيعة أن رجلا قال لعلي بن أبي طالب (ع) ثبتك الله يا أمير المؤمنين قال على صدرك . ( هذه مزحة ما علاقتها بالثقل يا ابن المرزبان !!؟ )
سمعت أبا عاصم النبيل يقول: إذا أبغضت الرجل أبغضت شقي الذي يليه .
حدثنا أبو نصر بن مالك بن مِغْوَل قال إبراهيم بن سعد وقد كان يعِدني بأن يحدثني فألفيته وقد حلق ، فقال لي: يا بن مغول تدري ما مثَلي ومثلك قلت تمنعني الحديث وتضرب لي الأمثال ، قال: خد هذا المثل حتى يأتيك الحديث كان رجل يختلف إلى سعيد بن المسيب وكان سعيد يستثقله فأتاه ليلة وقد لسعته عقرب فقال له يا أبا محمد اصبر فإنما هي ليلة فقال له سعيد وفي هذا الوقت أيضا .
سأل رجل الشعبي عن المسح على اللحية ، فقال: خللها ، قال: أتخوف أن لا يبلغها الماء ، قال: فإن تخوفت فأنقعها من أول الليل .
كتب رجل من أهل البصرة إلى رجل من أهل بغداد (وقد ولد له ابن): بَلَغَني أنك سمّيت ابنك محمدا ، وأنت إلى شمائل أنبيائنا أحوج منك إلى أسمائهم ، وقبل هذا ما سمّاك أبوك فما حجزك ذاك عن سفك الدم الحرام وشرب المدام واكتساب المال من الآثام وما أدري كيف أدعو لابنك ، إن دعوت له أن يشبهك فالعار والنار ، وإن دعوت له ألا يشبهك فالظِّنَّة والتُّهَمَة .
[ أيها الرجل البصري أنت لوحدك مشكلة تامة ، وأقل ما ينالك من عقاب أنك تستحق أن تنظف شوارع بغداد والبصرة حتى تعود نظيفة ومصقولة كأيام زمان ]
عن قيس بن الربيع قال كنا عند الأعمش فدخل استثقالا لنا فما لبث أن خرج ، فقال: فررت منكم إلى البيت ، فإذا ثم من هو أثقل منكم فرجعت إليكم ، يعني زوج ابنته .
كان سويد بن عبد العزيز فاضلا ، وكان يقول: من ثقل عليك بنفسه وغمك في سؤاله فألزمه أذنا صماء وعينا عمياء .
عن عرفة بن سليمان قال حضرت يوسف بن عمر وأتوه بثوب من دار الطراز ، فقال: ما هذا الثوب ؟ فقال: رجل في المجلس كان يستثقله أصلح الله الأمير هذا سُهْر دَرْ سُهر (أحمر في أحمر) قال لا جرم ؛ والله لأدعن ظهرك أحمر في أحمر قال فضربه أربع مئة سوط .
[ أصلح الله الأمير ، هذه جناية عظمى تستحق عليها محاسبة قانونية ؛ حتى ولو بعد 1000 عام ، ولكن الثقافة القانونية المدنية في عرفنا العربي مفقودة حتى إعلان آخر ]
أهدى رجل إلى الأعمش بِطيخة فلما أصبح جلس الأعمش ، فقال: له الرجل يا أبا محمد كيف كانت البطيخة !؟ قال: طيبة ثم عاد ثانية ، فقال: طيبة ، ثم عاد الثالثة ، فقال: الأعمش إن كففتَ عني وإلا تقيأتها !!!
[ لله أبوك أيها الرجل ما أثقلك حتى مطلع الشمس من مغربها !! ]
عن معمر قال ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث: محادثةُ الإخوان ، وأكل القديد ، وحكُّ الجرب وأزيدكم زيادةً الوقيعة في الثقلاء وتمثل بهذا البيت:
ليتني كنت ساعةً ملكَ المو * ت فأفني الثقال حتى يبيدوا
عن إبراهيم بن محمد قال كنا نعرض على ابن أبي عتيق العرض فربما غمّض عينيه فنمسك عن العرض ، فيقول: ما لكم !؟ فنقول: ظنناك نائما فيقول: لا ، ولكن مر بنا من أستثقله ، وَسَلّمَ ، فغمّضت عيني كراهية أن أراه .
قال أنشدني أبو حاتم السجستاني:
إني أجالس معشرا * نوكى أخفهم ثقيل
لا يُفهموني قولهم * ويدق عنهم ما أقول
فهمُ كثير بي كما * أني بقربهم قليل
قوم إذا جالستهم * صدئت لقربهم العقول
جاء رجل إلى الأعمش فقال يا أبا محمد اكتريت حمارا بنصف درهم وأتيتك أسألك عن حديث كذا وكذا فقال اكترِ بالنصف الآخر وارجِع .
لقي رجل الأعمش ، فقال: اجلس حدثني ، فجلس يحدثه ، فقال الرجل: ارفع صوتك فإني أصم ، قال: ما زال بك يا ثقيل .

١٤٢٧/١٢/٠٥

منامات

رأيت فيما لا يرى إلا النائم أن وزارة التربية والتعليم قد نسقت برنامجا دراسيا مخططا مع وزارة التعليم العالي بهدف طرح برامج للدراسات العليا لمنسوبي الوزارة التربوية ؛ وذلك لحاجة المعلمين والتربويين دوما للتطوير التربوي والإطلاع على المناهج التعليمية المعاصرة والمتجددة دوما وأبدا ..
وأكدت الوزارتان الكريمتان على ضرورة أن يكون عنوان البرنامج وشعاره ( لكل معلم في حقل تخصصه ، أو رغبته ) وقد رأيت لافتات كثيرة على الطرق ، وفي لوحات الإعلانات تحث على ضرورة التسجيل ، وتهيب بالراغبين إلى سرعة المبادرة قبل المغادرة ، ورأيت بعض الأشخاص يوزعون الإعلانات على المارة ، وعلى أصحاب السيارات ، كما توزع (بنده) أو (المخازن الكبرى) أو (العثيم مول) إعلاناتهم التجارية .
وقد قرر القائمون على هذا البرنامج أن تكون البداية في 1 / 1 / 2007 ، وقد حددوا الشروط اللازمة للدراسة على تكون المنحة الدراسية في أول الأمر للراغبين ، وبمبالغ رمزية تلبي احتياجات الأعمال المكتبية .. على أن يطرح برنامجا خاصا يهدف إلى توعية الجمهور بأهمية الدراسة وتطوير الكفاءات الوطنية في حقل العلم والمعرفة ، كما يهدف البرنامج أيضا إلى إقناع غير الراغبين من المعلمين بضرورة الدراسة والتطوير وانعكاس ذلك على الأجيال القادمة ..
وأكد القائمون على البرنامج الخاص بالدراسات العليا أن هذا البرنامج جاء على هامش الفائض العالي في منسوب الميزانية الوطنية العامة وتطورات الاقتصاد الوطني ، فقد خصص لوزارة التربية والتعليم 00,000,000 96:7 مليار ريال وللبلداء مثلي (البلداء جمع بليد في العربية الفصحى) في قراءة الأرقام الطويلة والعريضة ممكن تحويل الأرقام إلى حروف كالتالي : ستة وتسعون ألفا وسبع مئة مليون ريال ، بزيادة بالغة وبليغة عن عام 2006 حيث كانت مخصصات التعليم العام والعالي تبلغ 87,300,000,000 ريال .
ثم استيقظت من الحلم على أصداء قرع جرس الفسحة بموسيقاه الرتيبة منذ ولدتني الجامعة كطفل مازال يحبو وينتظر خصب ميزانية الخير على التنمية العلمية والتعليمية ..

١٤٢٧/١١/٣٠

ذم الثقلاء 3

عن الشعبي ، قال: عيادة حمقى القراء أشد على أهل المريض من مرض مريضهم يعودونه في غير وقت عيادة ، ويطيلون الجلوس عنده .
وجاء الحجاج بن أرطاة إلى الأعمش فاستأذن عليه فقال: قولوا له ابن أرطاة على الباب فقال: الأعمش ابكِ علي ابكِ عليّ فلم يأذن له .
والحجاج بن أرطاة النخعي ت 150هـ كان مع المنصور العباسي في بناء مدينته ، وهو الذي خطها ، ونصب قبلة مسجدها .. يقال إنه أول من ارتشى من القضاة في البصرة ، كان من المشهورين بالفقه والقضاء والرواية والتصرف في الآراء ، وكان يقول : أهلكني حب الشرف ، وروي عنه أنه كان لا يشهد جمعة ولا جماعة ، ويقول أكره أن يزحمني الأنذال والبقالون .
قال المأمون يوما لجلسائه لم صار الثقيل أثقل على القلب من الحمل الثقيل فلم يجب منهم أحد ، وقالوا: أمير المؤمنين أعلم ، فقال: لأنه يجتمع على الحمل الثقيل الروحُ والبدن ، والثقيلُ تنفرد به الروح .
دخل رجل على رقبة بن مصقلة العبدي وهو مريض ، قال يا أبا عبد الله مات فلان ، ثم سكت ساعة ، ثم قال مات فلان.. نعى ثلاثة ، فلما أراد أن يخرج ، قال: ألك حاجة ؟ قال ألا تعودني ما دمت مريضا ؛ عدمتك حولين ، وكُفيتك بِعِفِرِّين ، أي بدويبة مأواها التراب السهل في أصول الحيطان ، أو دابة كالحرباء تتعرض للراكب ، أو مأسدة من من ليوث وسباع .
حدثنا عبيد الله بن عمر قال يحيى بن سعيد لرجل: لأن تضربني ضربة بالسوط أحب إلي من أن تسألني عن حديث ، ولقد جاءه مرة رجل يستثقله فقال لي من بالباب قلت فلان فصكَّ رأسه بأصابع يديه كلها ، وقال: يا أبا سعيد جبل جبل فلما انصرفت مررت بالرجل وهو جالس على الباب فلا أدري أذن له أم لا .
وأنشدني لغيره (وفي الأمالي أنشدني عبدالله بن خلف)
وثقيل أشد من ثقل المو * ت ومن شدة العذاب الأليم
لو عصت ربها الجحيم لما * كان سواه عقوبة للجحيم
قال رجل للنضر بن شُمَيل إني أحب أن تقرأ علي ، وتكثر ، وتترسل ، فقال النضر:
تسألني أم الوليد جملا * يمشي رويدا ويكون أولا !
قيل لأيوب السختياني لِمَ لَمْ تكتب عن طاوس ، قال: أتيته فأصبته بين ثقيلين ليث بن أبي سليم ، وعبد الكريم الجزري فرجعت ، ولم أكتب عنه .
وعن سلمة بن شبيب ، قال: سمعت أبا أسامة ، يقول: ايتوني بمستملٍ خفيف على اللسان خفيف على الفؤاد إيايَ والثقلاء إياي والثقلاء .
حدثنا أبو العباس قال سمعت مُشْكُدانة ، يقول: قلت لأبي أسامة أنت والله ثقيل قال زد فيها وخِم .
عن محمد بن سلام الجمحي ، قال: كان بشار المرعَّث يستثقل هلال بن سعيد بن عطية وقال فيه:
وكيف يخف لي بصري وسمعي * وحولي عسكران من الثقال
إذا ما شئت صبّحني هلال * وأي الناس أثقل من هلال
قعد إلى بشار بن برد رجل ، وكان يستثقله فضرط عليه بشار ، فقال الرجل: انفلتت منه ، ثم ضرط عليه أخرى ، فقال: انفلتت منه ، ثم ضرط ثالثة ، فقال له الرجل: يا أبا معاذ ما هذا ، قال: مَهْ رأيتَ أو سمعتَ !! قال: لا بل سمعت ، قال: لا تصدق حتى ترى !!
عن الحرمازي قال: سمعت جبريل ، وهو متطبب كان بالشام ، قال: نجد في كتابنا مجالسة الثقيل حمى الروح .
ذكر المدائني عن بعض رجاله قال: كان يقال عود نفسك الصبر على مجالسة الثقيل فإنه لا يكاد يخطئك .كان محمد بن سيرين إذا ثقل عليه رجل لم يذكر ذلك إليه ، ويقول: نعوذ بالله من قرين السوء وجليس السوء

١٤٢٧/١١/٢٦

ذم الثقلاء 2

حدثنا هشام بن عروة يقول لرجل: لأنت أثقل من الزواقي ، قال ابن قدامة: سألت الفراء عنها فلم يعرفها ، فقال جليس له: إن العرب كانت تسمر بالليل فإذا سمعت زُقَاءَ الديكة ثقل عليها مجئ الصبح ، قال: فأعجب الفراء بذلك .
حدثنا أبو الصغدي الحارثي ، قال: أتيت عوانة بعدما كف بصره فسلمت عليه وسألت عنه ، ثم قلت: إن الله لم يسلب عبدا شيئا إلا عوضه مكانه شيئا هو خير منه فما الذي عوضك من بصرك ، قال: الطويل العريض وألا تقع عيني عليك .
حدثنا عبد الله بن حمزة عن العباس بن الحسن ، قال: بلغني عن الشعبي
أنه قال إذا أردت التخلص ممن تستثقله العين فحول قفاك إليه .
قال ابن المرزبان: أنشدني علي بن محمد لأبي زيد المازني:
وبغيض فاق في البغـ * ـض على كل بغيض
فاق عندي قدح اللبـ * لاب في عين المريض
في جمهرة الأمثال : أبغض من قدح اللبلاب ، مثل محدث ، واللبلاب نبت كريه الطعم معروف .
عن حماد بن زيد قال حدثني شيخ من أهل البادية ، قال: كان عمي إذا
رأى الرجل يستثقله غُشِيَ عليه .
قال عبد الله بن نصر الرياشي من المتقارب :
ولي صاحبان علي هامتي * جلوسهما مثل حد الوتد
ثقيلان لم يعرفا خفة * فهذا الزكام وهذا الرمد
أنشدني أبو بكر لبعض البصريين:
فرحمة الله على آدم * رحمة من عم ومن خصّصا
لو كان يدري أنه خارج * مثلك من جربانه لاختصى
والبيتان من أربعة أبيات لأبي نواس في ديوانه وقبلهما:
قولا لحمدان وما شيمتي * أن أهدي النصح له مخلصا
ما أنت بالحر فتلحى ولا * بالعبد أستعتبه بالعصا
قال بعض صناع الأدب بأنه بالغ وغلا في نقد هذا البغيض الثقيل ، وأقول: لم يقل في وصفه إلا القليل .
هذا حال ثقلاء العصر البائد ، فكيف بثقلاء هذا العصر ؟!

كان ابن عائشة عبيدالله بن محمد التميمي إذا بصر إلى ثقيل قال صَنْجَة الميزان ، وكان حماد بن أسامة بن زيد القرشي إذا أبصر إلى ثقيل ، قال: قد تغيّمتِ السَّماء .

قلتُ: وفي هذا الزمان الحلمنتيشي ، نقول: (في السما غيم) للإشارة إلى وجود شخص لا يصلح لسماع الكلام !!

وكان بعض مشايخنا إذا أبصر إلى ثقيل صاح: الحجر الحجر .
وكان وكيع إذا جلس إليه الثقيل غمض عينيه وقام عنه .
قال ابن أبي طرفة: مجالسة الثقيل حمى باطنة .
وعن الشعبي ، قال: من فاتته ركعتا الفجر فليلعنِ الثقلاءَ .
وعن بلال بن يحيى العبسي عن حذيفة ، قال: إن الرجل ليدعوني ، فأقول: إني صائم ولست بصائم .
وعن عبد الله بن شبرمة ، قال: سمعت الشعبي ، يقول:
ومن الناس من يخف ومنهم * كرحا البزر ركبت فوق ظهري

قلتُ: هذا البيت لمطيع بن إياس الكناني شاعر من مخضرمي الدولتين ت 166هـ كان مليحا ظريف النادرة ..
والبيت من جملة ثمانية أبيات بقافية الباء المكسورة ، يقول في بعضها:
أيها الداخل الثقيل علينا * حين طاب الحديث لي ولصحبي
خف عنا فأنت أثقل واللـ * ـه علينا من فرسخي دير كعب
ومن الناس من يخف ومنهم * كرحا البزر ركبت فوق قلبي
وفي كتاب الأذكياء (على ذكر رحى البزر) ، قال أحمد ين محمد القطان ، قال لي يزيد بن هارون : أنت أثقل عندي من نصف رحى البزر ، قلت: يا أبا خالد لِمَ لمْ تقل من الرحى كله ، فقال: إنه إذا كان صحيحا تدحرج ، وإذا كان نصفا لم يرفع إلا بجهد ، وفي مجمع الأمثال : أثقل من رحى البزر ، قال الشاعر:
وأطيش إن جالسته من فراشة * وأثقل إن عاشرته من رحى البزر
والبزر هو كل حب يبذر .
قلتُ: وفي قلب دمشق سوق البزورية بروائعه من البشر والبضائع ، وبروائحه العطرة بكل أنواع التوابل والبزور .

مقالة

كل مصري حبيب

١٤٢٧/١١/٢٥

افتتاح دورة الألعاب الآسيوية

1 ديسمبر 2006
حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة / الدوحة 2006م
( لمجدك أهدي قلبي اليوم ..) عشتِ يا ماجدة الرومي .. !!
ثمت ما يدفعني دفعا لمتابعة افتتاح الدورات الرياضية ، أتابع الافتتاح بشغف وحرص غريبين ، رغم عدم خبرتي الرياضية ، وقلة تحصيلي الكروي ؛ لعل ذلك راجع إلى حبي لكل مفتتح جديد ؛ حتى ولو كان سجنا أو زنزانة .. عموما طبيعة الافتتاحات بشكل عام تعبر عن ثقافة الدول المشاركة في البطولة وحضارتها ، ولعل ما يرافق ذلك من فرح وبهجة هو ما يشدني للشاشة الفضية كالمسمار في الجدار القديم .
ماضٍ عريقٌ تعبر عنه شعلة الألعاب الآسيوية ، وامتداد متواتر للأجيال كان بارزا من خلال مرورها عبر المدن الآسيوية بين حماس الجمهور الآسيوي في روعة مشهدية فاتنة .
كما إن خريطة الإدريسي بعمقها التاريخي وبعدها الإنساني كانت حاضرة بحضور صانعها (الشريف الإدريسي) في الوجدان الحضاري ، طبعا لا أعرف عن هذا الشريف إلا اسمه الموسيقي الرنان في صفحات التاريخ .
وحضور الاستطرلاب برمزيته العلمية لتاريخ العرب والمسلمين ، وبما أضفاه على خشبة المسرح من دلالات هامة وثرية بوصفه آلة قوة ، وبداية رحلة وغامرة .. كان له أبلغ الأثر في إغناء العرض رغم تنوعه المبهر !
كانت قوافل التجارة والحضارة والثقافة تمر بهداها قاطعة طريق الحرير برمزيته التاريخية ، وتستمر الحضارات على لمح إشاراتها خطوة بخطوة .. بملامح مشرقة مشعة .
كان العرض الرائع .. والرمزي للقوافل الآسيوية على خشبة المسرح مدهشا وشائقا .. لأول مرة طبعا أعرف أن هذه القوافل هي رموز حضارية لشعوب خالدة أعطت للإنسانية روائع خالدة .. قافلة ليوندوغ ( شمال آسية ) ، وقافلة التنين ( شمال شرق آسية ) ، قافلة النمر ( جنوب آسية ) ، وقافلة غارودا ( جنوب شرق آسية ) وقافلة الفيل ( جنوب وسط آسية ) ، وقافلة الحصان ( آسية الوسطى ) ؛ لتحي كل هذه القوافل عرس الدوحة لمدة خمسة عشر يوما .. حقا كانت العروض تعبر عن آسيا بكل غناها وتنوعها الثقافي والحضاري وفلكلورها الإنساني العميق .. !!
لقد أدهشتني التنويعات الموسيقية والأنغام الآسيوية ، وأعجبتني خشبة المسرح أيما إعجاب ، ولا شك أن الانطباع الأول هو أن الافتتاح عكس ثقافة الشعوب ومقدساتها بمقاسات فنية هائلة .. وكم كانت الألوان بزهوها معبرة أكثر من الكلام عن البطولة والأناقة الرياضية والفرح الآسيوي، وكأن الإضاءة ولادة جديدة رائعة بما تعبر عنه من اشتعالات واكتشافات ومحبة وسلام .. !!
كان لصوت المغنية الهندية سيندي تشوهام حضور رائع وعذب ، وغارق في العذوبة ، طبعا ما كان لي أن أفهم ما تقول لولا الترجمة ، كانت أغنيتة معبرة عن مضامين إنسانية.. كما أن الراقصات الآسيوية الفارطة الروعة والغموض ، إنها لوحات من الأسرار تعبر عنها كتل جسدية هائلة الحضور والدهشة ، كما أن الألوان والأزياء بكل غرائبيتها وبهجتها وخيلائها وكأنها قصيدة متكاملة المعاني والدلالات .. إنهما خير مثال على روعة الافتتاح .
وحضور الأغنية الخليجية الشهيرة (توب توب يا بحر ما اتخاف من الله يا بحر) في أواخر موسم صيد اللؤلؤ ... بوميض السعفات الذهبية ..في كل مكان يشتاق المشاهد أن يكون وهو يشاهد سفينة أم الحنايا الشهيرة التي يجر مجاديفها صبيان الخليج وسط الأهازيج والزغاريد والأفراح وكم تبدو ليلة الحناء بهيجة في عرف أهل الخليج .
حقا إن الافتتاح لوحة بصرية جمالية رائعة التي أبدعها 17 ألف متطوع أثبتوا أنهم في مستوى التحدي الحقيقي .
كما أن عرض البعثات والوفود والفرق المشاركة التي تصل إلى 45 دولة ، ولفت نظري .. وأفرحني .. وأشعل في صدري شعلة من الدفء الشرقي ( حتى ولو كان موقّتا) الوفدُ الكوري الموحد فلا جنوبية ولا شمالية ...
إن الافتتاح كان لوحة مبهرة ومعبرة عن كل معنى جميل في آسية بتنوعها الجميل .. ويا الله .. يا آسية يا أم الهوايل .. شدوا (حيلكم) كي نكون بحجم قارتنا العملاقة .

شيء مضحك أن تصاغ هذه المقالة في الافتتاح ، وتنشر بعد انتهاء الدورة .. ببضعة أيام ، والسبب خلل فني في كل شيء ، منها انتخاب أمين عام جديد للأمم المتحدة .. آسف بعدد كلمات العربية ، وأعتذر بمقدار عظمتها !!

المقامة اللبنانية

الثلاثاء 14 ذو القعدة 1427
5 ديسمبر 2006م
المقامة اللبنانية
حدثنا بلعم بن باعورا قال: الوضع في لبنان ربما يشبه أغنية نجوى كرم :
بدك ترجع واللا شو
زعلان مني بالله شو
عينونك هِنِّي بلّشو
بالظلم والبادي أظلم
هذه الأيام لا يرى المشاهد إلا المضحكات المثلجة بطعم الفشفاش الانكشاري ، أو الكوسا المحشية بالزفت المقلي في زيت الزيتون الخنفشاري .. والشيف سياسي أو الشيفة سياسية تعد الطبخة الملذوذة التي (ستاكل صوابعك وراها يا لبنان ، ونحن من بقايا السفرة آكلون) !
كنت أتابع الشاشة الفضية (برونزيه واللا ذهبية شالفرق يعني !!) .. وبصراحة متناهية كنتُ ألقبُ طرفي فيها بلا قصد أو رغبة ؛ لعلي أشاهد وجها جميلا ، أو أسمع صوتا ملائكيا !! فجأةً .. توقفتُ عند الشريط الأخباري لمؤشر سوق الأسهم السعودية في قناة العربية ، أستاف عبير الأموال ، وأشتم شذا الأقوال .. وأنا ـ عصمك الله من الزلل ، وأسكنك روائع الفلل ـ من أكثر الناس قلة فهم لهذا المؤشر العبقري ، ولا يضيرني ما يقوله أيُّ (دَنْدَرِي) ، كما أنني من أكثر أكثرهم تِيَاسة ، حتى ولو كان الربح بملء الطاسة !
فأنا كنت أقرأ المؤشر لا بقصد أمر مطوي ، أو أكل تيس مشوي ، وإنما أرغب في متابعة ما تبقى من اكتتاباتي ؛ كي أبيعها ، ولو بالوهم المعلب في قناني الخرافات الاستثمارية (وأعني بها المحافظ) ، التي لا يحيط بفهم إشاراتها لفظ لافظ ! ..
وبينا أنا كذلك في غفلة فارهة ، أتابعُ شؤوني التافهة .. فجأةً وبلا سابق إنذار ، أو سالف إخبار اقتحمت عليّ هدأتي ، وتسورت غفلتي الأعلامُ الفينانة ، والخطب الرنانة ، والأناشيد الوطنية ، والأغاني الشرق ألمبية في لبنان الجمهورية ، وإذا بالوبال السياسي ينهال عليّ من كل زاوية ، والطاعون الطائفي ينذر بكل هاوية.. ، والوسخ البشري المعلون الذي أسميه السياسة ينساب في روحي بدلا من ينساب .. !!
من مشاكلي هذه الأيام أن نَفَسي السياسيَّ ملوثٌ ومبلتث ومخترق بضعف البصيرة وكثرة الحيرة .. والحيرة مدينة في العراق ، والصحيح ( كثرة الحَيْرَة) بفتح الحاء ، وسكون الياء ، وفتح الراء ، مِنْ حَارَ يَحَارُ على رأي أبي زبيد الديمقراطي ابن عم الأقرع الجمهوري (الجمهور في العربية هو الرملة المشرفة على ما حولها ، من (جَمَرَ + جَهَرَ ) !
وعلى ذكر العراق لن أنزلقَ وأكتبَ عن العراق بن كلثوم العاربي .. فالعراق اسم كبير ، ورقم صعب تحوّل هذه الأيام في العرف السياسي إلى (كعكعة) ، وهو الآن ممدد على سرير التاريخ الأبيض ، والكل يدعي أنه يطببه ، وستجرى له عملية فصل سِيَامية ، ولكن يبدو أن موعد العملية تأجل إلى موسم الفقع والعراجين والخولنجان والضَّغَابيس .
والعراق ابن الطب وحفيد القانون ، وإذا به يلقى في بلعوم الأمراض ، وحلقوم الأعراض ، وهو الآن وليس غدا يُسمّنُ كي يبتلعَه تنين أسطوري ، أو يرمى به في حضن عنقاء مُغْرِب .. والتنين (كائن يشبه الديناصور في جوفه نار ملتهبة ، والعنقاء كائنة خرافية لها عنق طويل ، وهي حيوان نصفه نسر والنصف الآخر أسد ، إذا طارت خفقت بجناحيها في الآفاق) .. أوووه عفوا استطردت استطرادا جاحظيا !!
كنتُ أضحك ضحكات مشبوبة بالوجع .. من هذا اللبنان الغريب ، الكل يتحدث عن الوطنية والوحدة والشفافية والعدالة والحوار والخُوار والجوار والعيش المشترك والاستقلال والحرية والديمقراطية والنفوذ الأجنبي والاستقواء بالخارج ورعي الخُعْخع ، وأكل الزبيب على الريق ، والنجاة من النار ، والدعوة إلى نبذ الطائفية ورجم الحرب الأهلية بالزيزفونات الشمسوانية ..
طيب .. والله نحن على ذلك من الشاهدين والمشاهدين ، وليس المتفرجين ! وطيب مرة أخرى ترى (زَوّتُوها حبتين) (وزتوا الحمهْ ليعه) .. وكما في الحكمة الشعبية (الشي إذا زاد عن حدّه انقلب ضده) .. فالوضع أصبح مُضْرَغِطًّا (أي منفجرا من شدة السمنة والضخامة والجسامة) ..اليوم موالاة وغدا معارضة ، وأصبح البيع بالكاش والمقايضة ، وصار الناس في حيص بيص ، ومازالَ الأمرُ هيصًا في هيص (والهيص مذكر هيصه) !
الرياء السياسي من أكثر أنواع الرياء انتشارا ووبائية ، ولكن مازلنا نتحدث عن الرياء في العبادة ، والعُجب على حاشية السجادة ، وبات كل مسطول يغني على ليلاه في الليل البهيم .
والمسطول هو كل من يملك أسطولا بشريا (يزتُّ) به في مثلث برمودا ، وأضحى الحديثُ هذه الأيام عن أيِّ ألق أو أدب أو فكر لبناني حديثَ خرافة يا أمّ عمرو ..
قالت أم عمرو صاحبة اللوى والمربع :
ثوْبُ الرياء يَشِفُّ عمّا تحته * فإذا ارتديت به فإنك عاري
كل لبنان بتاريخه السياسي ، وفكره المستنير ، وأدبه الإنساني لم يخرج من عنق الزجاجة .. فكيف بالصومال صاحبة اليامال ذات الجلالة السياسية والصولات الحربية والسيارات المصفحة والانقلابات المدربحة .
أنا .. هذه الأيام أقرأ في كتاب النبي لـ (جبران خليل جبران) وهو تعويذة إنسانية أدرء بها عني غلواء الموالاة ، وأستمع لـ (فيروز) كي أحترز بها من غلواء المعارضة وحسبي وكفى .. اللهم لا موالاة ولا معارضة ، اللهم مع كل ما يخفف عن الإنسان من جور أخيه الإنسان !! وهذا هو موقفي من لبنان العظيم ، وأعلم أنني على الخطأ الجسيم ، عند من يخالفني الرأي ، أو يصبو أن يعاكظني في وَأْي ، ولكن .. حياه الله وبيّاه ، وجعل النجاح في مسعاه . (معنى الوَأْي: الوَعْد ، واستعملتها هنا حُبًّا في السَّجْعِ ورَغْبَةً في ازياد الرَّجْعِ .. والرَّجْعُ: المطر ذكر ذلك ابن عباس) !
كنا وكنتم والزمان شرمٌ برمٌ * لا خيرَ فيكم والزمان ترلْ لِلِي
طبعا .. كل الخيرية فيكم يا أصحاب ثورة الأرز ، و(كلكم فاهمين وما عليكم زُود) بالنجدي ، ولكن متى يعود للبنان صوته ، بلا (والبادي أظلم) ، وبلا 8 آذار ، أو 14 آذار .. و(على مين تقرا مزاميرك يا داود) .. !!
و (ايه حكايتك يالبنان ايد ورا وايد قدام) ، ويا جماعة : محتاجون دبكة شامية تعلو على نشاز الصخب السياسي .. يا أبناء طائر الفينيق !
يمكن كلامي (اكون من برّه وفي الأونطه ، بس هوّه كلام) لم يقتل طفلا ، ولم يهدد آمنا ، ولم يروّع روحا رطبة ؛ حتى لو كانت قطة ، أو بنات الفرزدق خبطة ولبطة وسبطة !!

مئذنة

اليوم السبت 25 ذو القعدة 1427هـ
ببساطة جدا هدمت المئذنة التي كنت أشاهدها كلَّ يوم كلما خرجت من بيتنا صباح مساء ..!!كانت منارة بحجم طفولتي ، وكنت أرى فيها قوة الحي الذي أسكن فيه ، وكأنها حارسة المدينة بهيبتها وجلالتها ، وسموقها الشاهق واللامتناهي ، وكأنها صاروخ يحمل مركبة فضائية .. !!كانت أيضا رمزا بارزا لمعان جميلة ! ومنها : كلمة (الشهادتين) التي تنساب في مسامعنا منذ الطفولة .
وتتوالى الأيام ، ويموت أكثر من حولها من الناس وتبقى هي ..
رأيت العمال الذين بنوها لبنة لبنة ، وأرى أحدهم الآن بين عيني مستندا إلى جدار المدرسة المجاورة كي يتمكن من سحب اللبنات والأسمنت والأصباغ والألوان والماء ومستلزمات المعيشة وهي محمولة فوق عتلة مسمرة في أسفل المئذنة !!
بطبعي اللدود لا أحب مفارقة الأمكنة بإرادتي .. ولا الأشياء ، ولا حتى الجمادات ؛ فكيف بمئذنة كنت أرى فيها بطفولتي الساذجة أنها مصدر قوة ، وعلامة بارزة على أن صوت حينا مازال مسموعا حتى من أقصى المدينة !!
كنا نرى بها بيوتنا من بعيد ؛ لأنها مشرفة عليها كالملك الجبار ، ومتدلية على أزقتنا كعنقود العنب .
كنت أسمع منها تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان ، وفي صلاة التراويح بطمأنينة وهدوء بال .. لأكثر من عشرين سنة !
كم كنا صغارا ، وهي تكبر في أوهامنا ..وكم كنا صغارا نعلب حولها لعبة (المنطاع) ، ونتدفأ في الشتاء بجمر أحلامنا البريئة ..
كنا أطفالا صغارا نتراكض حولها ، ونعجب كلما غفلنا عنها ازدادت طولا ..
وأكثر ما يعجبني هو منظر السحاب في السماء العالية حينما نتخيل أن المئذنة تتمايل حين عبوره بجوارها .. نعم كنا نتخيل أنها ستقع من فرط حركة الغيوم ..
طبعا اكتشفت فيما بعد ذلك أن الغيوم هي التي تسير ، وليس المنارة
.
اليوم فقط استطعت أن أفهم لماذا كانت المآذن مهمة في ثقافتنا العربية الإسلامية !

مضارب

سأقرع جرس الإنذار من جديد حتى لا تتكرر المأساة .. هل مَنْ يسمع ؟؟
إذا كنت أرنباً فلا تلعب قرب حظيرة الأسود

١٤٢٧/١١/٢٤

ساقية

الساقية ..
لا تكف عن الثرثرة إلا إذا انعمت الجاذبية !

ولع

الولع : أن تبقى محتشدا بموعد غرامي لن يأتي ..
والشواطئ دائما مكتظة بمواعيد لا ترى .
دعنا نجرب

طيب

تجربة
طبعا هذا في اوقات الفراغ . . مو تضيع وقت العمل

١٤٢٧/١١/٢٢

مكبوس بالطرطرا

ليس سرا حين أذيع أن هذا اليوم مكبوس بالطرطرا ، ولم تستجب فيه لحظة واحدة لرغبتي مطلقا ، يمكن أن يكون الأمر مصادفة ، ولكن ما العمل ؟ لعلني أوفر هذا الطفش إلى يوم من أيام الصيف الحارقة ، بدلا من هذا اليوم المطير .. سوف أخرج الآن وأجري على قدمي إلى أقرب صحراء من روحي كي أفر من لعنة الكبسة الطرطرية !
عجيب .. غريب ينزع بك قلق وجداني لا تعرف سببا واضحا له ، وربما يكون السبب منسيا أو متواريا وراء شغاف القلب !؟
أو يكون السبب خللا فنيا في إحداثيات القلب أو أي سبب آخر لا يهم ..
المهم أن تيار الطرطرة ما زال متدفقا كالشلال حتى هذه اللحظة

صورة

جون بول سارتر: الصورة فعل وليست شيئا ..
الصورة وعي للشئ .

طبيعة

هنا الطبيعة في تناقض تام ! في النهار تتبرج حد المجون والجنون ، وفي المساء تتلفع بثياب الحشمة ، وترتدي جلباب السكينة والسكون ! مجنونة هذه الطبيعة السكرى فتارة تثير وحش الغرائز وتارة تستفز مارد التخيل وتارة تملأ النفس بإحساس التأمل !! ١٧/٦هنا في الأراضي التي يطل عليها القمر الآسيوي لا شهادة ميلاد لمفردة الأطلال في قاموس المكان ! ربما هنا وهذه حقيقة من تولد مفردة الأطلال في صدره ولكنه يحملها ويمشي بها على عكازين ! أنا أستمع الآن (للأطلال) و (الرباعيات) و(فيروز) في خلوة صوفية و(رقصة عرفانية) ١٧/٦/٠٦

جواب

عربي