١٤٢٨/١١/٠٥

سنمّارةُ التنمية

صباح الخميس 5 ذو القعدة 1428
كنت أقلب أوراقا وقصاصات قديمة ووقعت عيني على قصاصة من جريدة تقول : الأحساء تغفو على هامش التنمية ، عبدالله بن أحمد الشباط ، جريدة اليوم ، 16 رمضان 1406هـ ، وهي قصاصة قديمة جدا مندسة بين أوراق متراكمة بعضها فوق بعض في ملفات لحفظ الأوراق !!
ووقعت في يدي أيضا القصاصة التالية : لماذا تتجاهل أرامكو الأحساء ، علي البحراني ، جريدة اليوم ، 3 جمادى الأولى 1428 !
كلا الكاتبين يتحدثان عن البناء والتعمير والتنمية والنهضة التي يحلم بها أهل الأحساء ، ولا يشاهدونها إلا في مناماتهم ؛ ويتساءل الأستاذ الشباط (السبيعيني): هل سقطت الأحساء من خارطة النهضة العمرانية الشاملة ؟
وسبحان الله العلي الأجلل .. يظل هذا التساؤل فاغرا فاه ، فاتحا شدقيه أكثر من عشرين عاما ؛ ليجدده الأستاذ البحراني (الثلاثيني) بعد كل هذه السنوات : لماذا تتجاهل أرامكو الأحساء ؟
هل من المعقول أن يبقى السؤال كما هو كل هذه الفترة ، أين المسؤول عن تطوير الأحساء وتعميرها .. ألم يقرأ الصحيفة أو المقالة ؟!!
يقول الأستاذ البحراني: أرامكو التي استوى قوامها بسواعد أحسائية منذ نشأتها ... إلا أن جزاء ذلك كان كجزاء سنمار ، فأين بصمات أرامكو في الأحساء ..؟؟
فعلا أين التنمية الحضارية في هذه الواحة الخضراء التي كلما مرّ عليها يوم ازدادت تصحرا !؟ هل يمكننا أن نسمي الأحساء (مدينة) بالمعنى الحديث للممدينة ، وهي خالية من مقومات التمدن الحقيقي إلا ما رحم ربي ؟!!
قد يطلب منك طفلك ذات مساء أن تذهب به إلى مكان للهو أو للعب أو للرياضة فلا ترى أمامك سوى الصحراء العربية الشمّاء أو الربع الخالي الأشم ؟
قرى الأحساء كانت سابقا واحات زراعية يمرّ بها النسيم العليل على الأقل ، الآن أصبحت تشبه قرى الجن .. !!
يتمنى المرء حين تضيق به الدنيا أن يجد متنفسا أو مسطحا أخضر حتى لو من (لِزِّيجْ) ، أو ساحات واسعة ونظيفة على الأقل فلا يملك إلا أن يلوك أمنيته في فمه سخطا وغضبا لا يعرف لمن يوجهه ؟
نسمع قعقعة في الصحف هذه الأيام أرجو أن تكون طحينا ؛ كي نأكل خبز التنمية دافئا أو نرى البناء والنهضة وأماكن الرياضة والسباحة واللهو المباح تختال في الأحساء .. وكل مدن المملكة وقراها .
وأختم : ما زال تساؤل الأستاذ الشباط قائما ، ومن ورائه تساؤل الأستاذ البحراني .. حتى يجيب عليها المسؤلون إجابة عملية في الميدان لا منبرية باللسان ؟؟