١٤٢٧/١٠/١١

الشمس في عيد ميلادها

أيتها المختفية
خطاب للشمس في عيد ميلادها الآتي

أيتها المختفية وراء هذا الليل البهيم إن هذا الليل يمتد في عينيّ كالرماد ، لولا بقاياك في ألق النجوم ؛ لاستحال الليل إلى جحيم أبدي !
أيتها المختفية .. استعيدي قواك الخارقة كي تملئ جرابي بالحكايا الصغيرة والحديث عن الأساطير
حين يتمدد الأطفال كالأغصان فوق الأرض ، وهم يرقبون السماء في المساء حين يغمرهم فرح شارد أو نوم أنيق ؛ ليلتحفوا برؤاه ويبللوا أحلامهم بمراياه !!
أيتها المختفية :
استحثي خطاك كي أرى خطواتي الصغيرة فوق حبات الرمال مزروعة كالنبات البري في فصل الربيع !
املئ جرابي بحبات العنب أو بقطرات المطر النقي !
امسحي على صهوة جوادي ؛ كي يستعيد خيلاءه القديم !
ثم نامي !
أيتها الشمس :
كم من الوقت أحتاج كي أصل شعاعك بأوهامي ! يجتاحني أمل أن أرى من شرفات قلبي عينيك المضيئتين بالسنا الكوني !
إن شلال ضيائك لا يشبهه إلا رغبتي في السباحة في تياره اللاهب .. فقط ؛ لأبقى في حالة عشق قد تمطر جنونا !
أيتها المختفية :
ربما يدع القلب أضغاثه .. ربما يتوارى وراء تلال المجاز ، ولكنه لن يدع الحلم في البحث الدائب عنك وسط هذا الزحام الكوني ، ولن يفقد الأمل في أن يراك ولو بعد حين !
أيتها النائمة فوق سرير المستحيل :
أراني مشغوفا بلغة الماء كي أخفف من حرقة الوجد ، وسوف أفرح كثيرا لو رأيتك فيما يرى النائم .. فقد قيل بأن المياه كلها بلون الغرق !
من طبيعة الحلم أنه يمور كالطيف المتنائي .. فكما الطيف شفيفا في مرأى العين ، فلا شك بأن الحلم خفيفا على الروح !
حري بصوتي أن يكون حالما ونديا حينما يكون قريبا من شلالات العطر المترعة بالسنا ، فقلبي بلا قيمة أن يظل صامتا على شاطئ الكلام ، فقد تعودت أن يكون يومي صاخبا في النهار ولكن قد تفارقني هذه العادة إذا أطل شعاعك الموسيقي ؛ لأن نهاري استحال إلى أغنية أو صهيل ..!!