١٤٣١/٠٤/٢٣

لا ماء في الماء

أنشر اليوم قصيدة لا ماء في الماء للشاعر الأستاذ محمد العلي ؛ بمناسبة خلو بيتنا من الماء ، وانتظاري لأحد (وايتات) الماء !!
ما الذي سوف يبقى
إذا رحت أنزع عنك الأساطير
أرمي المحار الذي في الخيال إلى الوحل؟
ماذا سأصنع بالأرق العذب
ماذا سأصنع بالأرق العذب
بالجارحات الأنيقات
أما لقيتك دون الضباب الجميل
كما أنت.. كن لي كما أنت
معتكراً غارقاً في السفوح البعيدة
مختلطاً بالثمار
ومكتئباً كالعيون الوحيدة
بيني وبينك هذا الضباب
الذي يمنح الحلم أشواقه
يمنح الوهم أجنحة الماء
ها أنت فيه غويُ
كنافورة من نخيل
كأرجوحة من هديل.
يقولون كنت هنا منذ أول فجر
وآباؤنا بذروا فيك أحلامهم
بذورنا - ولما نزل في الأماني - على الموج
وكنا حقول الهوى فوق زرقتك البكر
كنا الزغاريد تشعلها الفاطمات إذا ما أطلوا مع السحب
(دانه .. دانه .. لا .. دانه)
ها نحن جئنا
ولسنا نريد اللآلئ
لسنا نريد الذي لم يزل نازحًا في امتدادك
إنا نريد الوجوه التي كان آباؤنا يبذرون على الموج,
أسماءنا
أن نسير على الأرض دون انحناء ...
وها أنت كالحزن تنداح
تنداح دون انتهاء ..
وبيني وبينك هذا الضباب الجميل
- ترمدت الشهب الحُلميّة
يلبس عري الصخور هو الآن
لا ماء في الماء
أوقفني مرة نورس كان في البعد
أسمع من ريشه المتقاطر لحنًا
وأخيلة تغسل الموت من كل أوهامنا المشرئبة بالخوف
لكنه ذاب في الملح ..
أعدو قرونًا على السيف
أسأل كل الشموس التي اختبأت فيه
كل الحرارات
كل الرياح, المرايا, المراكب
سرت إلى أين
يا زرقة علمتنا الأناشيد?!
كان الأصيل شهبا كنهدين ما التفتا بعد
خامرني غزلٌ مثقفٌ بالعصافير
لكنها لم تجئ
زرقة علمتنا الأناشيد
أطفأت قلبي
- جميل سهاد المحبين
حين يكون الظلام خليجًا
وتأوي إلى الأرض أنهارها ..
ثم ينأى الخليج الذي يحمل القلب ,
ينأى إلى حيث يبقي الضباب : الحداء - الدليل ..
هناك أقتل هذا الكمين المخاتل، أو ما يسمونه:
شعراً، وأرقص .. أرقص والكأس، والذكريات الحييات ..
عن أمس, أو عن غدٍ سوف يأتي
وبيني وبينك هذا الضباب الجميل

١٤٣١/٠٤/١٨

محمد الماغوط .. البدوي الأحمر !!

للشاعر محمد الماغوط اسم لامع في الشعر العربي ، وله تجربة شعرية ومسرحية أصيلة ومحكمة .. وقد قرأت منها (حزن في ضوء القمر) و(غرفة بملايين الجداران) ، وبقي عليّ جهد كبير ، فقد بقي (الفرح ليس مهنتي) ، و(العصفور الأحدب) ، و(المهرج) ، و(الأرجوحة) ، و(شرق عدن غرب الله) ، و(البدوي الأحمر) ، و(خارج السرب) ، و(سياف الزهور) ، و(سأخون وطني) !!
ومسرحياته مع دريد لحام المشهورة أعمال راسخة في المسرح العربي .
يعجبني في الماغوط تلقائيته وعفويته على المستوى التعبيري والشعري والحياتي ، كما يدهشني فيه تحديه للذائقة العربية بقصيدته النثرية وفوزه في هذا الرهان .
شكرا له .. لأنه درّب ذائقتنا على قصيدة النثر !!

من مفردات القاموس المدرسي

من مفردات القاموس المدرسي أو التربوي أو التعليمي
(حركة النقل)، وهذا التعبير ينطوي على معاني السرعة والانتقال والحركة الدائمة الدائبة ، ولكن تستغرب من بطئ الإجراءات وتعثرها لسنوات في ما يسمى قانون (حركة النقل) ، وهذا مناقض للتعبير نفسه ، أو لما ينطوي عليه من معان، فهو حركة ونقل ، ولكن في حقيقته سكون وجمود !!
(علم الحركة) هو أحد فروع علم الميكانيك الذي يصف مفهوم الحركة الفيزيائي للأجسام ، بدون أي اعتبار للكتل ، أو القوى التي تسبب الحركة ، وهناك في العلوم البحتة ما يسمى بـ(قوانين نيوتن للحركة)، وهي علوم نافعة ومفيدة ، ولكن أظن أنها لا تستطيع تفسير قوانين (حركة النقل) المتبعة في الوزارة ، فترى من ينقل إلى مسقط رأسه دون طلبه ، وقد ترى من يبقى كامنا في مدرسته عدة سنوات دون حركة مع إصراره على طلب النقل والانتقال ، وربما لبث من هم في المناطق النائية سنوات عديدة في خارج مناطقهم دون مبرر .. سوى قول القائل التربوي : مقتضى المصلحة العامة . وقد تنقل إلى منطقة لا توجد فيها خدمات أو حياة طبيعية ، وقد تنقل إلى بلد لا يوجد فيه شقق سكنية للإيجار ، ولا تستطيع السكن والاستقرار إلا في ما هو موجود حتى لو كانت خرائب البوم ، وكأنك تسكن تحت شعار المثل القائل : " ما لليهودي الا هالقبر " !!
السالفة تطول .. ولكن نبارك ونهنئ لمن حصلوا على النقل حسب رغبتهم ، أو ما يقاربها هذه الأيام !!

 * العبارة ذات التظليل من الموسوعة الحرة .

١٤٣١/٠٤/١٧

مكتبة


أمسِ الخميس 16 ربيع الآخر 1431هـ  الموافق 1 إبريل 2010م
كنت مرابطا في المكتبة بين تنظيم وترتيب وقراءة وكتابة ، وقد بذلت وقتا في ترتيب مجلات كانت مصفوفة في أرفف
المكتبة (مجلة قرطاس الكويتية ، مجلة المنتدى الإماراتية ، مجلة مرآة الأمة الكويتية) ، وأحيانا أنتخب بعض المقالات أو الدراسات أو القصائد ، وأطيل مراجعتها ، وأستعيد قراءتها ، وهكذا ؛ وذلك لإنعاش الذاكرة !!
بعد ذلك شعرت بالإجهاد فاستحسنت الاستماع للعندليب الأسمر (عبدالحليم) ، خصوصا (قارئة الفنجان) ، و(رسالة تحت الماء)
ثم توقفت عن ذلك ؛ لأنني تعبت من الحزن المعتق في صوت (عبدالحليم) ، أشعر أن في صوته نبرة حزن طاغية لا أستطيع تحملها !!
القراءة ، ثم الكتابة عما تقرأ عمل مجهد ، ولكنه لذيذ .. ويحتاج إلى صفاء الذات ، وانعدام الشاغل !!
وهذا يتعذر في وقتنا ، خصوصا مع (الجوال) الذي يلاحقونك به تحت كل حجر ومدر ، وتلاحقك الواجبات اليومية ، والالتزامات الاجتماعية ، وتنهال عليك من كل مكان ، وهذا يشتت البال ، ويفت في مضاء العزيمة ، ولكن المحاولة مطلوبة ، والتوفيق من الله !!
 

١٤٣١/٠٤/١٦

المهمشُ يفقد قيمته كفرد !!

لا أعرف لماذا تلح علي اليومَ هذه الفكرة بقوة فارطةٍ : المهمشُ يفقد قيمته كفرد !!
لا يحتاج المتأمل في وضعنا الاجتماعي والفكري سوى التأمل والنظر
؛ كي يرى التهميش يسرح ويمرح في عقولنا ووعينا ومناهجنا وشوارعنا
وسيحتاج إلى صندوق بحجم الأهرامات كي يضع فيه البراهين التي سيقع عليها
لانتشار وباء التهميش والتهبيش !!
الفرد يهمش من قبيلته لحساب الحس الجماعي .
ويهمش من مجتمعه لحساب الشعور بالانتماء والولاء .
ويهمش من السلطة لحساب الوحدة الوطنية .
ويهمش من المؤسسة الدينية للحفاظ على وحدة الأمة .
وهكذا دَوَاليكَ وَعَلالَيْكَ وَسَوَالَيْكَ ، و(الشنفرى) أخو (السُّلَيْك) !!
المهمش لا يقرأ ولا يكتب ولا يبالي ولا يضحك ولا يفكر
و(الفرد) مسلوب مسلوب مسلوب لحساب (الجماعة) ..
والغريب أن أحد اهم ركائز النهضة في المجتمعات
المتقدمة هو احترامها للنزعة الفردية ، والتدريب على احترام الحرية قبل ممارستها !
يعني التدريب على على الحرية والمسؤولية معا !!