١٤٢٨/١١/٠٧

مفارقة لغوية !

..الدور : جمع دار ، وهي خالية من أي دار
..المجصة : تل أشقر ، ولكنه خال من الجص إلا من كسر الفخار المتناثر بلا سبب

كتابة

صباح السبت 8 ذو القعدة 1428
!يَحْبِسُنِي اللغوُ ، وتثيرني اللغة
!يبهرني الشدو ، ولا يعنيني شاديه
!لا أُحِبُّ الشَّبيهَ ، ولا تحبني الشُّبْه

١٤٢٨/١١/٠٥

سنمّارةُ التنمية

صباح الخميس 5 ذو القعدة 1428
كنت أقلب أوراقا وقصاصات قديمة ووقعت عيني على قصاصة من جريدة تقول : الأحساء تغفو على هامش التنمية ، عبدالله بن أحمد الشباط ، جريدة اليوم ، 16 رمضان 1406هـ ، وهي قصاصة قديمة جدا مندسة بين أوراق متراكمة بعضها فوق بعض في ملفات لحفظ الأوراق !!
ووقعت في يدي أيضا القصاصة التالية : لماذا تتجاهل أرامكو الأحساء ، علي البحراني ، جريدة اليوم ، 3 جمادى الأولى 1428 !
كلا الكاتبين يتحدثان عن البناء والتعمير والتنمية والنهضة التي يحلم بها أهل الأحساء ، ولا يشاهدونها إلا في مناماتهم ؛ ويتساءل الأستاذ الشباط (السبيعيني): هل سقطت الأحساء من خارطة النهضة العمرانية الشاملة ؟
وسبحان الله العلي الأجلل .. يظل هذا التساؤل فاغرا فاه ، فاتحا شدقيه أكثر من عشرين عاما ؛ ليجدده الأستاذ البحراني (الثلاثيني) بعد كل هذه السنوات : لماذا تتجاهل أرامكو الأحساء ؟
هل من المعقول أن يبقى السؤال كما هو كل هذه الفترة ، أين المسؤول عن تطوير الأحساء وتعميرها .. ألم يقرأ الصحيفة أو المقالة ؟!!
يقول الأستاذ البحراني: أرامكو التي استوى قوامها بسواعد أحسائية منذ نشأتها ... إلا أن جزاء ذلك كان كجزاء سنمار ، فأين بصمات أرامكو في الأحساء ..؟؟
فعلا أين التنمية الحضارية في هذه الواحة الخضراء التي كلما مرّ عليها يوم ازدادت تصحرا !؟ هل يمكننا أن نسمي الأحساء (مدينة) بالمعنى الحديث للممدينة ، وهي خالية من مقومات التمدن الحقيقي إلا ما رحم ربي ؟!!
قد يطلب منك طفلك ذات مساء أن تذهب به إلى مكان للهو أو للعب أو للرياضة فلا ترى أمامك سوى الصحراء العربية الشمّاء أو الربع الخالي الأشم ؟
قرى الأحساء كانت سابقا واحات زراعية يمرّ بها النسيم العليل على الأقل ، الآن أصبحت تشبه قرى الجن .. !!
يتمنى المرء حين تضيق به الدنيا أن يجد متنفسا أو مسطحا أخضر حتى لو من (لِزِّيجْ) ، أو ساحات واسعة ونظيفة على الأقل فلا يملك إلا أن يلوك أمنيته في فمه سخطا وغضبا لا يعرف لمن يوجهه ؟
نسمع قعقعة في الصحف هذه الأيام أرجو أن تكون طحينا ؛ كي نأكل خبز التنمية دافئا أو نرى البناء والنهضة وأماكن الرياضة والسباحة واللهو المباح تختال في الأحساء .. وكل مدن المملكة وقراها .
وأختم : ما زال تساؤل الأستاذ الشباط قائما ، ومن ورائه تساؤل الأستاذ البحراني .. حتى يجيب عليها المسؤلون إجابة عملية في الميدان لا منبرية باللسان ؟؟

١٤٢٨/١٠/٢٩

صباح الخميس

صباح الخميس من اللحظات المحببة لديّ مثلها مثل مساء الأربعاء . هذان الوقتان يُشبهان الهدوء والسكينة ، كما أنني أحب فيهما القراءة والكتابة ، كحبي لها أول المساء من كل يوم .
اليوم الخميس كنت مبعثرا نوعا ما ، وكانت اهتماماتي الأولى هي أن أنام نوما هادئا دون ضجيج ؛ لأنني كنت في مساء الأربعاء طريح السرير الأبيض (البيتوتي) بسبب صداع مباغت .. غير طبيعي ! هاجمني برا وبحرا وجوا ، وما فترتُ من عقابيله إلا قرابة الساعة العاشرة مساء ! والحمد الله ، والشكر له في حال المرض والصحة .
صباح الخميس كانت أسرتي الصغيرة تود الذهاب إلى رحلة بحرية مع (بيت أهلهم) ، وقد دعوني مشكورين إلى هذه الرحلة المحببة إلى نفسي ، ولكنني لم أكن مستعدا نفسيا لها ؛ والتنسيق كان متأخرا ، ويبدو أن استعدادي النفسي هو السبب ، خصوصا إذا أضفنا إليه الكسل النفسي إن صح التعبير ؛ لأنه هناك رحلات تكون مفاجئة ، وغير منسقة وأشارك فيها دون تردد .. ويبدو أن هناك أسبابا أخرى ! طبعا التحقتُ بهم بعد الظهر ، وكانت رحلة بحرية موفقة ، و"تمشي الحال"!
قضيت صباح الخميس بين النوم المتقطع وبين القراءة ، وأنا مسرور ؛ لأنني قرأت مقالة عن بيتهوفن ، وقصيدة محمود درويش (طباق) المهداة إلى المفكر الإنساني إدوارد سعيد في مجلة دبي الثقافية ، وفي المجلة مقالة عن صعاليك بغداد إن شاء الله سأقرأها ؛ لأنني أحب الصعاليك وأدبياتهم ، ولدي مقالة عن أدب الصعاليك الجدد ، وسيدهم حسين مردان !
الخميس 28 شوال 1428 ، 8 نوفمبر 2007

١٤٢٨/١٠/٢٤

سيما

كان يومي تلفزيونيا بامتياز ، لقد قضيتُ مساء الاثنين ونهاره حتى الغسق في مشاهدة فلمين :
الأول : crazy/beautiful 2001
كان تركيزي حول علاقة الممثلة كرستين دونست بصديقها جاي هيرنانديز ، ثم علاقتها بأسرتها ، وخصوصا والدها النائب في البرلمان .
الفلم مميز وأحداثه مؤثرة .
الفلم الآخر هو :wicker park 2004
بطولة جوش هارتنيت ، ودايان كروجر.
وهذا الفلم مشاهدته أهم من أي شيء آخر.
في الفلم حديث أنيق حول الحب وجنونه ، كما أن الشيء العادي يمكن أن يكون جميلا ، ويجب أن نلمس الحب وأيضا العذاب ، ودائما الحب يجعلك تفعل أشياء مجنونة بلا منطق .
شكرا للسينما ؛ لأنها تملأ حاستنا البصرية بالجمال والمتعة والمنفعة !

١٤٢٨/١٠/٢٢

شخبارك ؟

شخبارك يا بو اليمن هذا المساء !
حبيت أمسي عليك ، وأسألك :
شيقول العيش في طفيره ؟؟

كيف لا أتصدع ؟

مرَّ يومِي كسولاً بلا إنجاز، وبلا أجنحة سوى قراءتي قصيدة للشاعر اليمني عبدالعزيز المقالح .
قبل ساعاتٍ من (قرمطة) هذه الخاطرة تلقّيتُ رسالةً جواليّة من صديقٍ عتيقٍ ، تقول: أعزمتَ هجري ، كيف لا أتصدعُ ؟
أجبتُ على المسج برسالةٍ.. للأسف لم يحتفظْ جوالي بنسخة منها ، ولكن أظنُّ أن صديقي العزيز يحتفظ بنسخة منها .
أنا لا أطيق الهجر وتكاليفه المرهقة ، كما أنني لا أطيق لحظات الوداع ، وأهربُ منها قدر استطاعتي ، وأحسبني كغيري من الناس في هذا !!
شكرا لصديقي العتيق على نبله وعتابه ، ولكن يا صديقي العزيز: لماذا لا تعمل شيئا غير العتاب النبيل أحببتُ لك أن تعيش لحظات من التفرغ الذاتي !
نجوى كرم تقول :
بدّك ترجع واللا شو
زعلان مني بالله شو
عيونك هيني بلّشو
بالظلم ، والبادي أظلم !!
لستَ البادي ، ولستُ .. ، ولكن هي الظروف ، وهذه الكلمات انسابت على الخاطر دون تكلف أو استعداد لماذا أحيانا لا نعمل سوى العتاب فقط لا غير بلغة الشيكات !؟
سؤال خفيف كخفة ظلك الظليل !!

١٤٢٨/١٠/٢١

الموسيقى

الفن نشاط تلقائي حر .* فن الموسيقا فن باطن تسري أنغامه في الزمان على حين أن الفنون التصويرية تتعلق بما تدركه العين في المكان
من كتاب خطاب إلى العقل العربي
فؤاد زكريا

خواطر في القصة

القصة نوع أدبي له حضوره وجمهوره .. نوع أدبي سريع التطور والتجدد ، فهو أدب متنوع في صيغته وفي محتواه ؛ فتعددت مستويات القص بوصفه لونا أدبيا في أشكاله الفنية ، وأساليبه الكتابية ، فلم يعد قصص الأمثال والعجائب والغرائب ، وقصص الأسمار والأساطير والخرافات والسير والحكايات ، وإنما استحال القصُّ فنا أدبيا له قوانينه وأسسه ، فلم يعد الفن القصصي أدب الهواة ، وإنما أصبح أدب المحترفين .

القصة فنٌّ أصيل يرصد نبض المجتمع الحي ، ومن خلال القصة يمكن رصد الحركة الاجتماعية ، ودراسة ظواهرها ، ومن خلالها يمكن تجاوز المكرور والدارج ؛ و( تعبير القاص عن القيم الإنسانية ، ومثلها العليا لا يتحقق وجوده إلا في إطار فني يتميز بالجدة والابتكار ؛ ليتسنى له التأثير المنشود ) .

و( القصة مرآة عصرها .. !! فإن لم تكن كذلك فهي تزوير على الأدب عامة ، وعلى الفن خاصة ، بل هي كذلك تزوير على المجتمع .. فهي ناصعة الدلالة على المجتمع ، صادقة التصوير لمعالمه وسماته في مختلف أنماطه ..) وهي لونٌ من ألوان التعبير عن الحياة والمجتمع .

والقصة ليست صوتا جهورا يفتعل الصراخ ، ويثير الضجيج ، بل هي صوت هامس خفيض مستسر يتأمل القاص من خلاله في أدق تفاصيل الحياة والمجتمع ؛ كي يخففَ من رمادية الرؤية ، ويُنقيِ بصيرتنا أكثر .. فإن كل من طوّر المجتمع ونقّاه فنيا وجماليا عبر سحر الكلمة سُمّيَ (قاصًّا) !!

كأن شيئا قد حدث !

المساء بطبعه صامت بلا كلام
هذا اليوم أنا في نعمة بالغة بصمتي
وحبي للإصغاء لما حولي !
فكأن شيئا قد حدث !!

١٤٢٨/١٠/١٩

المقابسات

والله المساهمين فعلاً صعبانين عليه
محمد الشهري
www.m7mmd.com

أخي محمد الشهري :
شكرا لشعورك الإنساني النبيل !!
*
الميدان :
سوق الاسهم اوسوق الاحلام المتطايرة
السوق الذي بدد الاحلام والاَمال فقد انهارت الامال والاحلام في ايام واشهر فهناك الكثير من ضحى بأمواله الذي ظل يجمعها ويدخرها ليوم الحاجة فكم ميسور الحال اصبح معسوراً بسبب هذا البحر العميق وللأسف الشديد مازال من يتوقع ان السوق سيعوضه خسائره التي تكبدها المشكلة لانعلم نحن ان الارزاق مقسمة وان تعطي الخباز خبزه ولو اكل نصه
المعنى الذي لم نعيه ان السوق يحتاج الى خبير ويعرف اصول هذا البحر وكيفية السباحة فمن خلال تجربتي ان معظم الذين خسروا في السوق لايعلمون في الا ان الاخضر ارتفاع والاحمر نزول فماذا تريد ان يحصدوا غير الشوك والندامة وانا واحد من هؤلاء الاغبياء الذين اغتروا بأنفسهم .

أخي الميدان:
فعلا سوق الأسهم هو بازار للأحلام المتلاشية ، هو حلم فاشل بلا بقية !
وصدقت في استشهادك بالكناية العامية الجميلة : عط الخباز خبزه ولو أكل نصه !!
فعلا سوق الأسهم يحتاج إلى خبازين مهرة في إدارة رؤوس الأموال .
معافى إن شاء الله ، والميدان يا احميدان ، وأمثالك للشدايد مذخور !
*
أنشودة المطر said...
والله شكلك خسران صح يا رجال .

أخي أنشودة المطر !
شكرا لعبورك المطري الرائع !
طبعا أنا من الناس الذين لم يتبللوا بماء سوق الأسهم ، ولم يخوضوا غماره ، وليس لي فيه ناقة أو جمل !
فقط في صناديق الأمانة أصبت بخيبة أمل رهيبة ، بعد أن توقعت أن أجني أكثر من 300000 ريال حسب تقديرات أحد المتورطين ممن هم حولي .
ليس لي ورطة كبيرة ، ولكن المصيبة عامة ، والشعور موحد ، والمصير مشترك ... حسب أدبيات جامعة الدول العربية الموقرة
.

بطن الحافر

صاحبي أبو اليمن .. مثل الزبيب ، لذة في الصيف ، وخمرة في الشتاء !!
اتصلت به مساء اليوم الساعة 6:26 ، فقال لي: أنا في الهفوف ، قلت له : أهلا بطعم القمح ، ورائحة الربيع في الشمال ، وينك ؟
فقال : سأعود الساعة 9:30 من الهفوف ، فقلت: هذا وقت طويل .
فانقطعت الإشارة (السقنل) ، ثم العبارة بيننا ، فعاود بي الاتصال وقال لي: خليها الساعة 8:30 ، وهذا أنا أنتظره مستمتعا !


انقطاع الاتصال ، وضعف الإشارة في الجوال من ميزات شركة الاتصالات السعودية ، وهي خدمة مجانية متميزة ، ولا بأس علينا لقد تعودنا على هذه الخدمة الفايف ستار .
شكرا لشركة الاتصال على انقطاع الجوال ، فهذا من حريّ الأقوال ، وسالف الأفعال ، فإذا انقطعت الإشارة ، فمن أجل اختصار العبارة ، وتوفير الأموال ، على العملاء الأنبال (جمع نبيل في لغة بني دبير) فهذا حالنا ، وعليه مآلنا ، فسبحان من صبرنا ، وعلى البلوى روضنا ، فأرجو لكم السعادة ، وطيب العيش والزيادة .

والانتظار لذة إذا كان لموعد غرامي ، خصوصا إذا كانت له حرقة دامية ، وقلوب حامية !! تدفئ العظام في هذا الشتاء القارس (قبل البرد بأيام )
حبيت أجرب الكتابة المباشرة دون توقف بعد انقطاع قرابة 3 أشهر

.. مرحبا بالجميع الغائبين في نادي الفضفضة الخريفية

١٤٢٨/٠٦/١٨

ما فيه صج !!

ما فيه صج !
الصج انهم خذوا فلوس الناس وانتهى الموضوع !!

هذا حوار عبر الهاتف .. دار بين اثنين من صغار المستثمرين ، وكنت أستمع لهما دون تدخل ، وبالطبع الكلام حول سوق الأسهم !
وقال أحدهم أيضا [ الصج يبقى والتصنف جهاله ] أظن القائل ابن لعبون !
وفلوس الناس ما لها حد يا جماعة الخير ، بس الكلام فيه نبرة إحباط وتهكم !!
ومن حق أي واحد يحبط ويتهكم ، يعلق مثل هذا التعليق ؛ لأنه يبقى كلام ، والسوق ماشي !!
هل فعلا انتهى الموضوع ..؟؟
لا.. ما أظن الموضوع انتهى بهذه البساطة ، الموضوع مستمر .. والتعليقات والتندر والحكي سيبقى .. ووراء الأكمة ما وراءها !!
( واقولو له لسه عايشه / قال صعبان عليه

موسيقى الكائنات

موسيقى الكائنات
رُبَّمَا تَكُونُ الحياةُ هَامِشًا .. والموسيقَى مَتْنًا !!

* السماع لا يجعل في القلب ما ليس فيه ، ولكن يحرك ما هو فيه ..
* الأصل في الأصوات حناجر الحيوانات ، وإنما وضعت المزامير على أصوات الحناجر ، وهو تشبيه للصنعة بالخلقة ، وما من شيء توصل أهل الصناعات بصناعتهم إلى تصويره إلا وله مثال في الخلفة التي استأثر الله تعالى باختراعها ..
إحياء علوم الدين ، أبو حامد الغزالي

* هزمتك يا موت الفنون جميعها .. !!
محمود درويش
ثمة ما يغري بالحديث عن الموسيقى ، ويدفعك دفعا لاستثارة إحساسك الغافي في اللهو اليومي الرتيب ..
ثمة ما يستفز في الموسيقى دائما .. بوصفها المثير للكوامن الذاتية ، والشجون المتوارية وراء شغاف القلب ، وفي الوقت نفسه بوصفها النفعي الذي يلجأ إليه الإنسان طلبا للاسترخاء والتداوي من عناء يوم مرهق ..!!
وهذا هو فخ الفنون دومًا ـ ومنها الموسيقى ـ حين يرى إليها الناسُ باعتباراتهم المختلفة ، فتكون تارة فنا له خصائص الطبيعة ، وتارة أخرى علما له رصانة العلوم !
بتأن فاتن ينبغي أن يتم الحديث عن الموسيقى ؛ كي لا نجرح أخيلة الطبيعة ، وعنفوان الكائنات ..
فمنذ قيثارة أور البابلية ، حتى عصرنا الرهيب هذا .. ما زالت الموسيقى هي التعبير الفني الخالي من وجع الكلام ، فإذا أصبح الكلام من فضة ، فالموسيقى من (فيروز) !!
ما زالت فيروز الموسيقى تعببرا خلاقا عن الطبيعي فينا .. عن هذا الكائن البشري المغمور خلف الحجب داخلنا ، أكثر مما تعبر فضة الكلام .. الموسيقى كائن خرافي .. فتصبح إلها عند الإغريق ، وهي كائن فني جمالي يستحق أن يبقى كائنا مثاليا بين حنايا البشر .. !! هكذا تحدثوا عن الموسيقى !!
من يشك في أنَّ هذا الكون اللامتناهي في جماله هو قطعة موسيقية لامتناهية في الجمال والكمال !! لا تفنى موسيقاه الأبدية فسبحان المعبود ذي الجلال والإكرام !!
خرير المياه .. وحفيف الأشجار .. وتغريد البلابل .. وأخيلة الفراشات .. وصوت العندليب .. وسجع اليمام .. وشدوالطفولة .. وزرقة البحر .. ولغة الجسد .. كلها تعبير حسي ظاهر عن موسيقى الطبيعة الكامنة وراء المطلق .. إنها إيقاع حي عن الصوت الطبيعي في الحياة ..
الموسيقى قد تبدو إلها أو كائنا أو فنا ـ لا يهم ـ ما هو أهم هو قدرتها على إغناء التجربة الإنسانية ، وبما لها من قدرة على بعث الحياة في الأشياء .. وعلى إثارة شغف التأمل في هذا الوجود الغامض الجميل !وبما لها من قوة خافية في تبديد الرتابة والبلادة والعادي ، واستبداله بالمثير والمطلق والمفعم !!
الموسيقى عافية ؛ لهذا يحن لها الكبير والصغير ، ويهفو إليها الطفل والطفلة والعاشق والعاشقة والمتوجع والمتوجعة والفرح والحزين والآدمي والحيوان ، وما هو أنثى وما هو ذكر .. إنها ـ أيضا ـ مرض جميل ، وشغف لذيذ ، وتوتر خلاق .. وجنون مرهف .. وهذا بعض من غموضها الفنان !!
كل منا يحب أن يلون حياته بموسيقاه .. كل منا له مزماره ونايه وكمانه وعوده وقانونه .. يشدو به في سهول الحياة وصحرائها .. ويغني بين أفيائه وظلاله حين تغدو الموسيقى هي الحل .. أو سرب الحكايا !!
من منا لا يشتاق إلى صفاء الذات وتهذيب النفس ، وتحرير (آدمه/حوائه)المطمور تحت هذا الطين ؟؟ إنه بالموسيقى يمتلك حرية أن يكون أكثر آدمية !! فالموسيقى هي صوت المعنى لهذا اللفظ المجازي المسمى بالحياة !!
موسيقى الطبيعة من حولنا تحتاج إلى تأنٍ وتأمل كي تغدوَ متنا .. إذا أضحت الحياة هامشا !!؟
هل أصبحت الموسيقى بعد كل هذا متنا أو هامشا.. !! هذا ما سنراه أو نسمعه .. !!؟؟
والسلام مودة ومحبة وموسيقى !!

١٤٢٨/٠٥/٢٨

رأيت فيما لا يرى إلا النائم

رأيتُ كأنني أطيرُ في الفضاء دون أجنحة ، وبعد أن تأكدتُ أني خارج الجاذبية صادفتني مطبة هوائية
فقلتُ ما هذا ؟ فقال لي طير من طيور السماء كان محلقا إلى جواري: إن هذه المطبة من بقايا المطبات الأرضية !!
فقلتُ: سبحان الله..
لماذا كل هذه المطبات التي تشبه الهاوية ؟؟
صدقيني لقد أصبحت المطبات جزءا من ثقافتنا !!
صارت تقليدا اجتماعيا وثقافيا ومروريا !!

١٤٢٨/٠٥/١٨

هل هذا يبدو ممكنا ؟

أين أجد نفسي وسط هذا الزحام ؟
كل شئ من حولي يزداد نكوصا !!
أنا أبحث عن نافذة أنظر من خلالها إلى زرقة البحر !!
يا ترى .. هل هذا يبدو ممكنا ؟

١٤٢٨/٠٥/١٢

ذم الثقلاء (الأخيرة) ملاحظات عابرة على الكتاب !

من الملاحظات البارزة على كتاب (ذم الثقلاء) لمحمد بن المرزبان يمكننا إيجازها في النقاط الآتية :
· الحس الاجتماعي: الكتاب راصد لحوادث كثيرة ، وقصص متتالية عن الثقالة وأشكالها وصنوفها وأصحابها .
· في الكتاب حس نقدي بل نزعة هجائية لهذه النوعية من الناس ، وربما يشير ذلك إلى نزعة راسخة في نفس الكاتب في تناوله للظاهر الاجتماعية في عصره بأسلوب ساخر وناقد في الوقت عينه .
· على الجانب الآخر كان يسود الظرف والظرفاء بين طبقات المجتمع في عصر الكاتب .. بشكل عام ، وبين النخبة ، كطبقة الشعراء والأدباء كأمثال أبي نواس والحسين بن الضحاك وسواهما فقد شغلوا دنيا الأدب بظرفهم وخفة روحهم .
· عدم الدقة في نقل الأبيات أو تتبعها في كتب الأدب ص 63 و 60 والنقص لبعض الحروف ، مثل : الواو أو غيره ص60 ، أو توضيح معنى كلمة قدح اللبلاب ص58 أو التعليق في الهامش .
· الظرف والظرافة الموضوع إنساني فيه الكثير من الظرافة والجدة .
· يلاحظ أن المستائين من الثقلاء كبار القوم من التابعين وأئمة الحديث والولاة ومن هم في طبقتهم . ولعل هذا ما يشير إلى تصنيف طبقي للمجتمع ، وهو ما يحاول يرصده المصنف دون قصد ربما !!
· كثير من ظواهر الثقلاء لا زالت باقية ؛ حتى قيام الساعة .
· ربما كان الثقيل من الوجهاء والعلماء والأدباء ، ويكون ضحاياه من عموم الناس .
· حسب الدكتور محمد حسين الأعرجي لم يفرد أحد كتابا برأسه حول الثقلاء قبل ابن المرزبان إلا أبوالعنبس الصيمري ت275هـ .
· يلاحظ القارئ مواقفا وحكايات وقصصا ليس لها علاقة بالثقل والثقلاء ، وإنما هي من استطرادت المصنف وتهويماته ، انظر: ص74(خبرا العامري) فوق ص95 و..وص78 وص85 ص89 و ص94 وص95 وص102 عن الود والبغض وص105وص114 وهذه واضحة .
· ربما يتظارف المرء فيقع في داء الثقل . هناك خيط مرهف الحد بين الظرف والسماجة .
· تكرار بعض الحكايات والقصص في الكتاب ، مثل قصة عوانة .

ذم الثقلاء 6

قال المفضل بن المهلب: الثقلاء ثلاثة (والرابع أثقلهم) رجل كان يزور قوما يستثقلونه ، فسألوا الله أن يريحهم منه ، فغاب عنهم ، فافتتحت أبصارهم ، وطابت نفوسهم ، ثم أتاهم يعتذر عن تخلفه عنهم . ورجل أتى رجلين وهما في حديث قد أعجبهما فقعد إليهما من دون الناس فدخل فيما يليهما فلما بلغ منهما ، قال: لعلّي قد قطعت عليكما فاستحييا منه فقالا: لا . ورجل انتهى إلى حلقة قوم فأقبل على الذي يليه فقال: أيشٍ يقول هذا لكم فهو لا يسمع ولا يدع من يسمع يفهم ، والرابع هو الشاب المكتهل الذي يتحادث في مشيته ، ويحسر عن ساقيه تميّزًا عن الخلق بثقل روحه .
قال تلتال بن قيقانه العولمي : ورجل يثرثر عليك ، وهو لا يعلم أنه يثرثر ، ورجل يكثر المطبات في طريق الناس والسيارات.
قال رجل للأحنف بن قيس ـ وكان يجالسه ـ يا أبا بحر هل زنيت قط ، قال: فسكت الأحنف ، ثم أعاد عليه ، فقال: أما منذ أسلمت فلا ، قال ثم لقيه بعد ذلك ، فقال: يا أبا بحر هل تعرفني قال: نعم أعرفك ، جليس سوء !!
دخل رجل على عليل يعوده ـ وكان العليل يبغضه ويستثقله ـ فقال له وقد أبرمه في المسألة كيف وكيف تجدك ، وهل تعرفني ، قال له المريض: وهل يخفى بغضك على أحد .
عن أسود بن سالم ، قال: مَنْ أكرهُ أن أنظرَ إلى وجهِه فكيفَ أحدِّثُه !؟ وكان حماد بن زيد إذا رأى عفان بن مسلم الصفار البصري قال ما أثقل ظله .
كان رجل يجالس ابن المقفع فيكثر الكلام ويطيل الجلوس فكان ابن المقفع يستثقله فجاءه يوما وقد تناول دواء ، فقال لغلامه: استأذن لي عليه ، فقال له الغلام: قد أخذ دواء ، قال ليس من ذلك بد ، فقال له الغلام: ليس إلى ذاك سبيل ..
وقال ابن المرزبان ، كان يقال: الأنس بالثقيل علامة الثقل لأن كل طير مع شكله .

١٤٢٨/٠٢/١٤

اتخاذ القرار

أحيانا يكون اتخاذ القرار أصعب من الفكرة التي يدور حولها النقاش ، ليس من طاقتي الحديث عن تفاصيل هذا الموضوع حاليا ، والبطارية صارت ضعيفة ..
الأحد 14 صفر 1428

١٤٢٨/٠٢/١١

قرمطة يومية

اليوم السبت 6/2/1428هـ
يريحني أن أسهر في شقة صاحبي (أبي اليمن) ، فهو خير وبركة ، غالبا نجتمع على مائدة الأحلام الفارغة والأماني المصقولة .. نجرجر أمانينا بخيبة ووجع (يلعن ابو الوجع ، ويلعن أبو السياسة ) .. أحيانا تحضر السياسية بوجهها الكالح المقطب ، وكأني أراها عجوزا شمطاء بادنة تتدخل في كل شيء حتى في أسلوب الأكل ، وطريقة سحب السيفون ..
نفضل كثيرا أن نخوض في أحاديث الثقافة والأدب والتكنولوجيا وتوابعها دون نظام أو نسق ، ويختلط كل ذلك بالحديث عن السفر والعطل والإجازات والأفلام السينمائية خصوصا الأفلام ذات البعد الملحمي والرومانسي .. طبعا الأجنبية ، وليس العربية ، ولا أريد أن أدخل في مقارنة فارغة !!
تمتزج الأحاديث بنكهة الجد والهزل والمزاح والضحك والفرفشة والأريحية .. نعمل ذلك من أجل إنعاش الروح ، وإسعاف القلب ، وإنقاذ العقل من جنون الواقع !!
هذه الليلة قدم لنا صاحبنا الشاي الصيني ، وأنا لأول مرة أجرب احتساء هذا النوع من الشاي الشرقي العريق ؛ وإذا ذكرت الصين تستدعي الذاكرة كونفشيوس بمهابته وفلسفته وآدابه ، أنا لا أفضل على الشاي السيلاني أي نوع آخر ، وهذه الأيام أطرب أحيانا بتناول الكركديه الغجري ، والكوكوزي الماليزي ، والزنجبيل والقهوة بنكهاتها المختلفة، ولكن أحببنا أن نجرب الشاي الصيني حبا في إغراء التجربة ونشوتها !! فلنجربْ أظن أنه (مو بطال) !!
الجلسة لا تخلو من تناول المشروبات الساخنة ، فالطقس شتائي وحميم ، أما في الصيف فالمشروبات الباردة ، وأهمها عصير العنب الفوار نتسلى به عن السم الهاري ، والمعنى في قلب القاري !!
نحظى في مثل هذه الجلسات بفوائد رائعة مثل: اكتساب الخبرات والنكات والرسائل الجوالية والبلوتوثية .. وبع واشتر !!

١٤٢٨/٠٢/٠٧

مجادلة

آخيل يجادل باريس

مبارزة

هكتور يريد مبارزة مكسيموس

١٤٢٨/٠٢/٠٤

ذم الثقلاء 5

عن الربيع بن نافع قال كنا نجلس إلى الأعمش ، قال فيقول: في السماء غيم يعني ها هنا من نكره .
# قال أبو الطعابيز: وهذه الكناية مستعملة في هذا الزمن الطعبزي !!
عن سفيان بن عيينة قال كان الأعمش يدع أصحاب الحديث ويذهب إلى حائك في جواره يحدثه استثقالا منه لهم .
قال أنشدت لبعضهم:
كلما قلت خلا مجلسنا * بعث الله ثقيلا فجلس
ليت من كان بغيضا وَخِمًا * طمسته الأرض عنا فانطمسْ
كان الأعمش يستثقل زائدة بن قدامة الثقفي (محدّث) ت 160هـ فكان إذا جاء يتنخم من ناحيته .
قال ابن طاوس: لكلام ثقيل أشد عليّ من الشيطان ، وسمعت الثوري ، يقول لزائدة بن قدامة: لو كنت من البغال لكنت من بغال النقل .
قال فضيل بن عياض كان ابن المبارك يلبس الثياب والقلوب تحبه وإن أحدهم ليجئ وفي جبته كذا وكذا رقعة ، والقلوب تستثقله .
قال عبد الرحمن بن مهدي العنبري: ربما ضاق عليّ مجلس بالرجل فيكون أول من أبدأ بحاجته .
قدم على أبي الشمقمق ابن عم له من البصرة زائرا فأقام عنده أياما ودفع إليه شيئا وخرج ، فأنشأ يقول:
ألا يا أوخمَ الثقلينِ طرا * وأثقل ما تردد في الصدور
قعدت كأنما الرحمن ربي * براك اليوم من صم الصخور
فلا تبغي الشخوص ولا تشكى * ولا تبلى على مر الدهور
قعودك ما قعدت علي غمٌّ * وقد أكننت بغضك في ضميري
فلا والله لا أنساك حتى * يسيرني الرجال إلى القبور
ولو في جنة كنا جميعا * ننعم في الخيام وفي القصور
إذن خليتها وخرجت منها * لبغضك وانتقلت إلى السعير
قال فلما أخذ ابن عمه الذي أعطاه ، إذا ابن عم له آخر قد ورد عليه فأقبل يتأمله قبل جلوسه ثم أنشأ يقول:
ألا يا معشر الثقلاء أنتم * كوانين ولكن من حديد
إذا ما غاب كانون فولى * أتى دهر بكانون جديد
ثم جلس فتحادثنا ساعة ثم ابن عم له آخر ورد وهما يتحادثان فجلس ثم أنشأ يقول:
يا ثقيلانِ قد عرضت نداء * بهما طارفي وكل تلادي
أنتما معدن الرصاص فقوما * قد شكا منكما إلي فؤادي
# قال أبو الطعابيز: كأن هذا عين ما شاهدناه في إحدى حلقات طاش ما طاش ، وكان يمثل دور أبي الشمقمق الفنان الرائع ناصر القصبي .
كان رجل يتكلم عند شريك فيكثر ، فقال له شريك (بالفارسية) كران كران سَخْت ، يعني : ما أثقلك ما أثقلك .
عن عبد الملك بن قريب الأصمعي ، قال: أراد أعرابي أن يُكلِّمَ امرأةً كانَ يُحبُّها ، فنظرَ إلى رجلٍ يرمُقُه فامتنع مما أراده من كلامها ، وثقل عليه ، فقال الأعرابيُّ: مالك !! رماك اللهُ بداءٍ عُضال يُفقدني شخصَك ، ويُسكنك رمسَك ، فقد ثقلت على من لم تقرَّ عينه بسهادها إذا كانتِ العيونُ مسرورةً برقادِها .
# هذا الرجل الرامق يستحق أن يخوزق بخازوق جزاءَ ثقالته ووخامته ، ويستحق ما يلقاه من دعاء هذا الأعرابي العاشق المسكين !!
عن حماد بن أبي حنيفة قال كنا عند رقبة بن مَصْقَلة فأتاه رجل كان يستثقله فقال: يا هذا إن ناحيتكم بعيدة ، والسماء متغيمة ، فقم .
قال سمعت منصور بن الحجاج ـ وكان صدوقا فاضلا ـ كان إذا رأى بغيضا قال: اللهم اقتله ، وإن كان قتله يقتلني فاقتله واقتلني .
حدثنا يحيى بن أكثم قال سمعت جرير بن عبد الحميد يقول: رأيت الأسود بن قيس في خفين وعمامة في الصيف فاستثقلته فلم أكتب عنه .
كان الأسود إذا رأى ثقيلا يقول استراح الأضراء !! أي استراحوا من أن ينظروا إلى من يبغضون .
قال رجل للشعبي ما زلت في طلبك فقال الشعبي وما زلت منك فارًّا .

١٤٢٨/٠١/١٩

قرمطة يومية

اليوم الأحد 16 من المحرم 1428هـ لا شيء يشدني إليه بقوة ، ربما أفتقد إلى الجاذبية الطبيعية في الأشياء ؛ ولذا رغبتُ في الكتابة ..
أحيانا كثيرة تكون الكتابة متنفسا فقط مثل الجري تماما ، ليس من الضروري أن يكتب الإنسان ما يفيد دوما !! أحيانا تكون متعة أو ملهاة ، أو أي شيء آخر !!
كل ما فعلته منذ الصباح الباكر هو أنني جلستُ الساعة السادسة والثلث تقريبا ، وقد تأخرتُ عن أداء صلاة الفجر في وقتها ، لأنني قضيت ليلتي متأرّقا ، ولا أدري لماذا ؟!
كانت السهرة على برنامج شاعر المليون طبعا لأول مرة أشاهد هذا البرنامج ، كنت أسمع عنه من الناس ، لم يلفت نظري سوى شاعر اسمه محمد حسن القحطاني في قصيدة حول معاناة الفقير .. في العموم لم أكن متابعا جادا لهذا البرنامج المليوني ، ولكن أحسبه خيرا من التدخين ، ومن الحديث في السياسية ، والنظر إلى قامة مقدمة البرنامج أحلى من مشاهدة الست ( كوندي ) والشيخ ( عراق ) والسيدة ( لبنان ) !!
أعود إلى حكاية الصباح الباكر أخذت الأسرة الصغيرة إلى ( بيت أهلهم ) ؛ لأنّ جد أولادي سيعود من السفر مساءً قادما من الشام .. ثم توجهت للعمل الروتيني .. هيا بنا إلى المدرسة !!
انتهينا من حضور اللجنة الأول كان الاختبار مادة حديث ، لقد أعجبني في اختبار طلاب الصف الثالث حديث مروي عن الرسول الكريم يحث على ضرورة الصبر على الأسقام والأوصاب والأتعاب ، ففي ذلك الأجر ، وحسن المثوبة !!! يقول الحديث: { ما يُصيب المؤمن من وَصَب ولا نصب ، ولا سقم ، ولا حزن - حتى الهم يُهمه - إلا كفّر به من سيئاته }
في وقت الفراغ بين الفترتين كان قد نشب نقاش ساخن بين الزملاء حول السعادة والشقاء والراحة والمتعة في هذه الحياة ، والجبر والاختيار ، كان الموضوع شائقا وشانقا والوقت أربعون دقيقة لا يتسع لكل هذه المعركة الفلسفية أو أي معركة أخرى كبيرة أو صغيرة ..
في مثل هذه الأجواء تنبثق النِكات والفكاهات للتفريغ الذهني إن صح التعبير !!
كل ما استشهدته به في هذا النقاش القصير المحتدم هما بيتان لأبي العلاء المعري :
كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه * وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا
هذا الذي ترك الأوهام حائرة * وصيّر العالم النحرير زنديقا
هذان البيتان الاحتجاجيان يعجبان شيخي وصاحبي ونديمي الذي أُطلق عليه ( أيقونة الحكمة ) لحبه المطلق لشعر الحكمة والحماسة من أغراض شعرنا العربي .
طبعا البيتان محل الاستشهاد ليس لهما علاقة بالحكمة ، ولكن لهما علاقة بالنقاش الدائري الباسم حول الحياة وشقائها وسعادتها .
رائع في مثل هذه الأجواء الذهنية الماطرة قراءة ( الطلاسم ) لإيليا أبي ماضي ، أو كتاب ( النبي ) لجبران .. !! فلا شك أن ذلك أجدى من قول الزور السياسي في هذا الزمان الكنود !!
انتهى وقت الاستراحة ، وقُرع جرس الفترة الثانية ، كان الاختبار في مادة الجغرافيا ، وكنتُ ـ على ذكر الجغرافيا ـ مولعا في الصغر بحفظ أسماء المدن وخصوصا العواصم ، ولا أدري لماذا !! ولكن فيما بعد اكتشفت أن لذلك علاقة بحبي للسفر والترحال ..

عموما من وجه ، وخصوصا من وجهين !!
لفت نظري في هذا الامتحان أن الأستاذ يسأل الطلاب أسئلة بعيدة عن واقعهم بعض الشيء أو كل الشيء ، كحال التعليم عندنا طبعا فهو بعيد عن الواقع ، مثل سؤاله للطلاب:
اختر : تعمل النباتات الطبيعية على تلطيف درجة حرارة الجو ... ( بالمصري المخلوط ( هوّه فيه نباتات أو أشجار عشان اصير فيه تلطيف جو .. جهنم الحمرا ستشتعل بعد أسابيع ، ولا من أشجار ولا من يشتري !! )
بعد نهاية اليوم الدراسي بروتنيته البغيضة عدت إلى المنزل راغبا في النوم فقط ،
استلقيت على الكنبة في جو هاديء أشاهد التلفزيون ، ودون علم مني خاتلني النعاس ، وسرقني الرقاد ، واستيقظتُ من النوم ( امكوبس ) حسب تعبير الشوام ..
أخذتُ بعد استيقاظي من النوم في تدبير شؤوني الخاصة بنفسي ، بسبب عدم وجود ( أهلي ) ، وكثيرا ما أحب التدبير الذاتي حتى في أمور المطبخ الصغيرة ، وأحيانا كثيرة يزعج ذلك زوجتي لشعورها بنقصان سيادتها المنزلية ؛ لأنها تعتبر هذه الشؤون من اختصاص الزوجة !! طبعا أضف إلى ذلك ( فوضاي غير البناءة ) في طريقة الإعداد لأي شيء يتعلق بالمطبخ .
من ضمن برنامجي اليومي حصة رياضية لمدة ساعتين في نادٍ رياضي ، ولكنني وجدت نفسي متكاسلا عن الذهاب ، وزاد من حمى ذلك التكاسل مشاهدتي عن طريق المصادفة لبداية فلما في قناة mbc 2 بعنوان mad dog and glory ، طبعا هذا يتلاقى مع شغفي بمشاهدة الأفلام ، وزاد الطين بلة أو بلتين رسالتان تلقيتهما من صاحبيّ في النادي الرياضي تقول الأولى: ( أيام لن تنسى من ذاكرتي ، هي جميلة بأبطالها ، فلا شك أنّ للصحبةِ فنا ومذاقا ، والسيارة وسيلة .. سأذهب اليوم ، وما بعده لوحدي حتى إشعار آخر ) ، وتقول الأخرى: ( لظروف التصحيح سأذهب لوحدي بعد الصلاة ) !!
قلتُ لنفسي فليحيا الاستمرار في مشاهدة الفلم ، وليذهب النادي الرياضي إلى الجحيم !!
المشاهدة متعة ، والتدريبات الرياضية فروض وواجبات ومتعة أيضا ، وأنا أقدم الاستمتاع ـ ولو كان مشاهدة فلمٍ ـ على الالتزامات ، ولكن ( مش دايما ) !!
أعددت للمشاهدة طقوسها الخاصة:
شيء من المشمش المجفف والزبيب الأسود ، وقليل من النقول المسماة بـ ( المكسّرات ) طبعا أكره هذه الكلمة بسينها المشددة ، فهي تشعرني بالعنف والجلبة والضوضاء أكثر من الولع !!
راودتني فكرة مجنونة ، هي: رغبتي في أخذ تمارين رياضية خاصة بالسخرية من الذات ، بمعنى أكثر بساطة هو كالتالي:
الإنسان يشعر برغبة خاصة بضرورة السخرية بذاته ، بتقريعها عن طريق الضحك عليها ، بتأديبها بأسلوب ساخر ؛ ولذا قفزت إلى ذهني عبارة شعرية قرأتها في ( النت ) تقول: تعالَ ؛ لنسخر منا جميعا ، فقد مللتُ الحديث عن الأمنيات ، وحضرني بقوة أخونا ( الحطيئة )الشاعر اليعربي الهاجي حتى لنفسه !!
هذه فكرة ، وليست واقعا ، ولكن فكرة تستحق التجريب !!

ودمتم في الحب والعسل !!

١٤٢٨/٠١/١٨

قلْ وزدْ في معنى كدْ ومدْ

كثيرة هي الأساليب اللغوية المحلية التي تلفت النظر ، وتغري بالكتابة أو بالدردشة الكتابية ، من هذه العبارات في لهجتنا المحلية عبارة ( كِدْ ومِدْ ) .. طبعا أول ما يثيرك في هاتين الكلمتين حضور صوت الدال برزانته ووقاره ورسوخ قدميه في قاموسنا العربي ، خصوصا سجعته الراسخة ، ومزاوجته بين الكلمتين في تلادة ورصانة فـ ( كد ومد ) من حيث المزاوجة مثل: ( حسن بسن ) ، و ( ساغب لاغب ) ، ولابن فارس كتاب في هذا الباب اسمه ( الإتباع والمزاوجة ) !
الكدُّ والمدُّ رضي الله عنهما عريقان في الأمم والشعوب ، فـ ( الكدُّ ) شقيق النصب والتعب ، وابن عم العمل وبذل الجهد ، وأخونا ( المدّ ) كذلك فهو أخو الزيادة والوصول والتبسط والدعة .. فالرجل إذا أكل حتى شبع وزيادة ، وشرب حتى ارتوى فوق العادة ..ارتمى على ظهره وتمدد ، كأنه طعس من الرمل ، أو ملحمة متراكمة بعضها فوق بعض .. !!
تخيل معي أن ( كد ومد ) صديقان لدودان ، فسوف يكونان ـ بحمد الله وتوفيقه ـ ثنائيا استثنائيا مبينا في السيطرة وبسط النفوذ .. !!
أو تخيل معي أنهما كومة من النفايات مكدسة في أكياس النايلون السوداء التي يجوب عمال البلدية في البحث عنها ( مشكورين طبعا ) وإلا لأصبحنا في وضع مزرٍ من تراكم أطنان النفايات لو يضربون عن العمل !! طبعا عمدة البلدية حينها لا يملك إلا ظهوره الإعلامي مناشدا هؤلاء العمال البسطاء بقوله ( كد ومد .. انت ما فيه معلوم مته يجي مته يروح ) !! وسيترجم هذا المثل إلى مئات اللغات العالمية بسبب أزمة الإضراب المتخيلة !!
أو تخيل معي أنهما شريكان تجاريان فسوف يعم في عهدهما الرخاء والازدهار ، وستحلُّ مشكلات البطالة في سبعين يوما ، وسينتعش سوق الأسهم السعودية من جديد ، وسينهض طائر الفينيق من تحت الرماد ، وسيقول قائلنا: لن يموتَ منا أحد .. من صميم الرماد تحيا الشرارة !!
تخيل معي أن الأخوين ( كد ومد ) على وزن الأخوين رحباني أسسا معهدا موسيقيا فلا شك أنَّني أول من سيسجل في الدفعة الأولى من الطلاب الدارسين في هذا المعهد الذي سيتغلب على خريجي ستار أكاديمي ، حيث ستحيا السليقة الفنية ، وتتكوّن الذائقة الموسيقية المدربة ، وسنهزم الإرهاب بالموسيقى في مئة يوم !!
تخيل معي أن ( كد ومد ) أصبحا سياسيين من طراز السيناتور جيب ركستون ، وهو دبلوماسي محنك ، وخبير سياسي من رجالات القرن الثامن عشر يعتبر هو المؤسس الحقيقي لما يسمى اليوم بعصر الاستراتيجية ، ماذا سيسود في عهدهما !!؟؟ طبعا سيسود في عهدهما تهما الأمن والأمان ، والأماني والأمنيات ، والذكر والذكريات ، والأبكار والثيبات .. طبعا ؛ ولأجل نرضي الست ديمقراطية ، وكرمى عيون الحرية ، أقترح أن نعقدَ مؤتمرا قوميا على مستوى الأمة العربية المحلية ؛ كي نرشحَ أحدهما رئيسا للوطن القومي للألفاظ العربية المحلية ، والآخر رئيسا للوزراء ..
أقول: وطن قومي باعتبار أن الألفاظ العربية المحلية مشردة في نواحي البسيطة فلا بد أن نقلدَ فكرة وعد بلفور في جمع يهود العالم المشردين في كل مكان تحت راية وطن قومي اسمه دولة إسراطين الكبرى .
نمى إلى علمي أن بعض الرديكاليين من بني عجل قد اعترضوا على فكرة ( الوطن القومي للألفاظ العربية المحلية ) ؛ لمساسها بالشرف العربي ، والعزة القومية ، فقلتُ لهم: {اخسَؤوا فيها ولا تكلمون }
وأخبرني من لا أتهم أن العرب تقول: ( كلْ من كده والعن جده ) ، أي كن وحشا كاسرا ، أو سبعا ضاريا في الأكل من طعام الآخرين ، ثم اجحد تلك النعمة .. يا لَلبؤس !!؟
وسمعت من بعض الراسخين في لهجتنا المحليه قوله: ( تعشى وتمشى ، وتغدى وتمدى ) أظن أن أختنا ( تمدى ) هذه ، هي شقيقة ( مد ) السالف الذكر ..
أشعر أن في ( تمدى ) انبساطا وتمددا مطاطيا هائلا ، كما أن فيها التواءً أفعوانيا راقصا يليق بها .. !!
أخونا ذلك الراسخ في حفظ لهجتنا المحلية يستغرب من عدم اهتمام الكتاب والمثقفين بهاته الالفاظ الامتدادية ، فقلتُ له متجاوبا مع استغرابه المسبطر: ( كد ومد ) و ( تعشى وتمشى ) و ( وتغدى وتمدى ) ؛ حتى يأتيَك الجنون !!
طبعا لا ننسى أن ( المَدّه ) أخت الحصير هي من نسل كد بن مد بن مديد بن أسل .. حتى أن صاحبنا الراسخ في حفظ لهجتنا المحلية وأنسابها يقول: أن مديد بن أسل بن ويندز بن فستا هو القائل القول الشهير: ( فلان كدّاد عافيه ) ، وأخبرنا أبو الرسوخ الوتدي أن كدّادا كان ثورا هائجا نزا على بقرة زائدة عن الحاجة في ليلة ليلاء فأصابت منه عجلا أسمته أمه الجهجاه !!
فعلا كلمة معبرة عن الجو ، وعبارة كليمة بالمراد قوله ( كدّاد عافيه ) ، لماذا لم يقل مديد بن أسل حفيد ابن فستا ( فلان مدّاد عافي ) أو ( فلان عفّاي مادِي ) لماذا ( كدّاد عافيه ) !؟؟ لماذا لم يقل ( كدّاد مازولا أو نور أو دلال ) أظن أنه كان موفقا في اختياره فقد أصاب كبيداء الحقيقة .
كد ومد عبارة تقال في مواطن كثيرة ، فقد يشتري أحدنا ثوبا قشيبا من نسج يابان فتقول له: ( نعم .. كد ومد !! ) ، وقد يبتاع جارك بقرة حلوبا من نسل الجهجاه فتقول له مؤيدا ( كد ومد ) أو ( شدْ ومد ) في لفظ آخر !!
وأظن أن له مضربا آخر ، فقد يتكرم أحدهم من مال غيره ، ويمد أياديه بالعطاء من غير ماله ، فيقول له أحد جلسائه: ( كد ومد ) أي كدّ بيديك واسعَ برجليك وأصبح كدّادا ، ومدَّ يديك بالعطاء وكن سخيا وابن أريحي !!
أظن ظنا يقينيا أن لا علاقة نسبية بين ( كد ومد ) وبين الكُدْيَةِ التي لم أسمع بها إلا في أدب المقامات !!
وأخيرا ومثلهما في الأهمية اللغوية المجازية المحلية قولنا حدثني فلان بعظمة لسانه ، واللسان كما أثبت العلم الحديث والقديم هو عضلة ، فتخيل معي ـ حفظك الله ـ حينما يعترض هذ العظم الكريم في حلق بني آدم ، فسوف تقل العبارة ، وستكثر الإشارة ، وسنبقى كأننا معلقون في الهواء بمشنقة السكوت ..
حقا إن المجاز المحلي ينبوع غزير بالمفاجآت ، ويستحق منا وقفات طويلة على المستويين اللغوي والحلمنتيشي ... و ( كد ومد ) .. و ( الدز من المز والضراط من العافيه ) .



السبت 15 من المحرم 1428

١٤٢٧/١٢/٢٢

ببساطة .. وجهة نظري في كتابات أحمد العمران

سألني صاحبي ( أبواليُمْنِ ) عن رأيي فيما يكتبه أحمد العمران في مدونته ، فقلتُ: لعلي لا أحسن القول كثيرا هذه الأيام فيما أقرأ ، ولدي نزعة طاغية في نقد كل ما تقع عليه عيناي ، ليس لدي رغبة في إصدار تقييم جاد حول ما أقرأه من هنا وهناك ، تنقلي في قرآتي يشبه تنقل النحلة بين أزهارها الجبلية ، ولكن يمكن أن يسبقني انطباعي الذاتي الذي أركن إليه ، ولا أحبذ أن يركن إليه أحد غيري ..
هنري ميشو صرخ ذات مرة فقال: أيتها البساطة كيف لم اكتشفكِ !!
نعم البساطة ثروة .. وهي ما يميز كتابات ( أحمد ) ، تلك البساطة الثرية أول ما يلقاك بجلاء في كتاباته ، يدهشني في أسلوبه بساطته المنزوعة الدسم والخالية من الكحول .. ربما لم أذق طعم الخمر النكد ، ولكنني واثق أنني تذوقت ( ويسكي اللغة العربية ) ، وأعرف أنخابها وبلاغتها ، وهو ما أسميه بلاغة البساطة .
وهذا يسلمنا أيضا إلى شفافية الطرح ، ونقاوة الصور ، وصراحة الرأي ، وهي مزايا تكاد تكون نادرة في ( المدونات السعودية ) إذا جمعنا إليها الانضباط والاتزان والمسؤولية والوعي .. !!
يشعر ( أحمدنا ) بالمرارة ، والرغبة في نحت أرائه ، أو نقشها بإزميل الوجع .. ربما يريد أحيانا إحداث ثقب في ذاكرة المجتمع بآرائه الدبوسية ، ووخزاته المسمارية .. ولكن أيضا يبدو أكثر إنسانية وحميمية في كتاباته السياسية والاجتماعية .
جريء حد الوخز .. وشفيف كزرقة الماء !! يطفو منه على السطح ما اتقد به داخله ، فيخرج ساخنا كالتنور ، ولذيذا كالرغيف !!
يتسمر أمام لوحة الكيبورد ؛ ليمتطيَ جموحه وجنونه بلذة واشتهاء ؛ فتتعرى أمام جموحه اللغةُ بفتنتها وافتتانها
هنيئا لك بجنونك الشهي أيها المتدثر بالبياض !!
صاحبي ( أبو اليُمْن ) مشدود كالوتر إلى كلامي ، و يتهمني أو يكاد بالمجاملة والمصانعة في القول ، قلت له : حسبي أن استمتع بما أقرأ من مدونته أكثر من استمتاعي بالكتابة عنه ، والاستمتاع والمنفعة هما أهم ما عندي من مباديء القراءة ، وفي هذه الأيام يطغى عليّ بكل صراحة حبي للاستمتاع بما أقرأه ، أو أحاول قراءته أكثر من أي شيء أخر .

١٤٢٧/١٢/٢٠

كلام

بعض الكلام أغنية ..
وبعضه نشاز !!

١٤٢٧/١٢/١٤

مأساة الحياة بعد عام قديم

(بين يدي الله)
للشاعرة نازك الملائكة
وهي مقاطع من مطولة بعنوان (مأساة الحياة) ، وهو عنوان يدل على تشاؤمها المطلق ، وشعورها بأن الحياة كلها ألم وإبهام وتعقيد حسب تعبيرها .
وقد اختارت الشاعرة بحرا عروضيا مرنا هو البحر الخفيف ، الذي يجري بين يدي الشاعر كما يجري نهر عريض في أرض منبسطة كما عبرت في مقدمة الديوان ج1 .
وقد بلغت القصيدة (1200) ألفًا وَمِئَتَيْ بيتٍ ، انتهت منها الشاعرة عام 1946م .
والنص بشكل عام عبارة ٌ عن مناجاةٍ روحيّة بين الخوف والرجاء ، ورحلةٍ تأمليّة بين اليأس والأمل بثّتْ فيها الشاعرة أساها وشكواها ، فهي تغني وتبكي .. تارة تغنّي بوصف الغناء يرمز للفرح ، وتارة تبكي بوصف البكاء يرمز للحزن ، لكنّ الشاعرة في شكواها وألمها تتكِئُ على إيمانها العميق ، فهو شاطئ الأمان ، وبرية الاطمئنان .
والشاعرة لا تتوانَ في تعبيرها الشعري عن استصراخ مظاهر الطبيعة ، فهي لا تكفُّ عن مناداة الرياح والبحار والضحى والأصيل ، ولا تفتأُ من مناجاة ربِّ السماء ، فهي بعد أن لاذت بالإيمان والسمو الروحي لا تخشى الظلام والإظلام ، ولا اليأس والقنوط ، ولا الحزن والكآبة ، فهي في نشيدها الدائم تصرخ بصوت مجسّدٍ تعبرُ فيه عن معنى الحياة وعمقها ، فهي في حضرة (الألوهة المرجوّة) في كلِّ آنٍ ومكان .
نص رائع من شاعرة رائعة يحتاج إلى خلوة وجدانية ، وصفاء روحي ، وانعدام الشواغل ، وكثرة الشواعل كي يقرأَ قراءة رائعة .

عام جديد

كعادتي أحبُّ الافتتاحات الجديدة ..
أحبُّ البشريات والمبشرات ، رغم انطوائي على احتياطي تشاؤمي استراتيجي ..
العام 2007 م عام جديد ، أتمنى كغيري أن يكون عاما خصيبا مرحا ضحوكا
ولكن لا أرى في بوادره أي بارقة تشير إلى ذلك ..
يكفي ما قاله السادة المنجمون ، وقراء المستقبل من النطيح والمتردي وما أكل السبع ..
قرأت أن نطيحة ( امرأة منجمة ) دخلت على خط التنجيم للمستقبل في جريدة الحياة
من حق المنجمين أن يقوموا بممارسة هوايتهم (فهذا شغل من وراه أكل عيش) ولكن الغريب العجيب تكالب
الناس من الخاصة والعامة (وأنا أكره هذا التصنيف الطبقي ، ولكنه متداول في الاستعمال اليومي كتداول الجوهرتين الذهب والفضة ) .. تكالبهم على تصديق أقوال المنجمين وتراهاتهم ، ويهملون حدسهم الطبيعي
بأن الكتاب ( العام ) بيّن من عنوانه ..
العام الجديد فرصة ذهبية لتجاوز الماضي حتى ولو وهما ...