١٤٢٧/١٢/٢٢

ببساطة .. وجهة نظري في كتابات أحمد العمران

سألني صاحبي ( أبواليُمْنِ ) عن رأيي فيما يكتبه أحمد العمران في مدونته ، فقلتُ: لعلي لا أحسن القول كثيرا هذه الأيام فيما أقرأ ، ولدي نزعة طاغية في نقد كل ما تقع عليه عيناي ، ليس لدي رغبة في إصدار تقييم جاد حول ما أقرأه من هنا وهناك ، تنقلي في قرآتي يشبه تنقل النحلة بين أزهارها الجبلية ، ولكن يمكن أن يسبقني انطباعي الذاتي الذي أركن إليه ، ولا أحبذ أن يركن إليه أحد غيري ..
هنري ميشو صرخ ذات مرة فقال: أيتها البساطة كيف لم اكتشفكِ !!
نعم البساطة ثروة .. وهي ما يميز كتابات ( أحمد ) ، تلك البساطة الثرية أول ما يلقاك بجلاء في كتاباته ، يدهشني في أسلوبه بساطته المنزوعة الدسم والخالية من الكحول .. ربما لم أذق طعم الخمر النكد ، ولكنني واثق أنني تذوقت ( ويسكي اللغة العربية ) ، وأعرف أنخابها وبلاغتها ، وهو ما أسميه بلاغة البساطة .
وهذا يسلمنا أيضا إلى شفافية الطرح ، ونقاوة الصور ، وصراحة الرأي ، وهي مزايا تكاد تكون نادرة في ( المدونات السعودية ) إذا جمعنا إليها الانضباط والاتزان والمسؤولية والوعي .. !!
يشعر ( أحمدنا ) بالمرارة ، والرغبة في نحت أرائه ، أو نقشها بإزميل الوجع .. ربما يريد أحيانا إحداث ثقب في ذاكرة المجتمع بآرائه الدبوسية ، ووخزاته المسمارية .. ولكن أيضا يبدو أكثر إنسانية وحميمية في كتاباته السياسية والاجتماعية .
جريء حد الوخز .. وشفيف كزرقة الماء !! يطفو منه على السطح ما اتقد به داخله ، فيخرج ساخنا كالتنور ، ولذيذا كالرغيف !!
يتسمر أمام لوحة الكيبورد ؛ ليمتطيَ جموحه وجنونه بلذة واشتهاء ؛ فتتعرى أمام جموحه اللغةُ بفتنتها وافتتانها
هنيئا لك بجنونك الشهي أيها المتدثر بالبياض !!
صاحبي ( أبو اليُمْن ) مشدود كالوتر إلى كلامي ، و يتهمني أو يكاد بالمجاملة والمصانعة في القول ، قلت له : حسبي أن استمتع بما أقرأ من مدونته أكثر من استمتاعي بالكتابة عنه ، والاستمتاع والمنفعة هما أهم ما عندي من مباديء القراءة ، وفي هذه الأيام يطغى عليّ بكل صراحة حبي للاستمتاع بما أقرأه ، أو أحاول قراءته أكثر من أي شيء أخر .

١٤٢٧/١٢/٢٠

كلام

بعض الكلام أغنية ..
وبعضه نشاز !!

١٤٢٧/١٢/١٤

مأساة الحياة بعد عام قديم

(بين يدي الله)
للشاعرة نازك الملائكة
وهي مقاطع من مطولة بعنوان (مأساة الحياة) ، وهو عنوان يدل على تشاؤمها المطلق ، وشعورها بأن الحياة كلها ألم وإبهام وتعقيد حسب تعبيرها .
وقد اختارت الشاعرة بحرا عروضيا مرنا هو البحر الخفيف ، الذي يجري بين يدي الشاعر كما يجري نهر عريض في أرض منبسطة كما عبرت في مقدمة الديوان ج1 .
وقد بلغت القصيدة (1200) ألفًا وَمِئَتَيْ بيتٍ ، انتهت منها الشاعرة عام 1946م .
والنص بشكل عام عبارة ٌ عن مناجاةٍ روحيّة بين الخوف والرجاء ، ورحلةٍ تأمليّة بين اليأس والأمل بثّتْ فيها الشاعرة أساها وشكواها ، فهي تغني وتبكي .. تارة تغنّي بوصف الغناء يرمز للفرح ، وتارة تبكي بوصف البكاء يرمز للحزن ، لكنّ الشاعرة في شكواها وألمها تتكِئُ على إيمانها العميق ، فهو شاطئ الأمان ، وبرية الاطمئنان .
والشاعرة لا تتوانَ في تعبيرها الشعري عن استصراخ مظاهر الطبيعة ، فهي لا تكفُّ عن مناداة الرياح والبحار والضحى والأصيل ، ولا تفتأُ من مناجاة ربِّ السماء ، فهي بعد أن لاذت بالإيمان والسمو الروحي لا تخشى الظلام والإظلام ، ولا اليأس والقنوط ، ولا الحزن والكآبة ، فهي في نشيدها الدائم تصرخ بصوت مجسّدٍ تعبرُ فيه عن معنى الحياة وعمقها ، فهي في حضرة (الألوهة المرجوّة) في كلِّ آنٍ ومكان .
نص رائع من شاعرة رائعة يحتاج إلى خلوة وجدانية ، وصفاء روحي ، وانعدام الشواغل ، وكثرة الشواعل كي يقرأَ قراءة رائعة .

عام جديد

كعادتي أحبُّ الافتتاحات الجديدة ..
أحبُّ البشريات والمبشرات ، رغم انطوائي على احتياطي تشاؤمي استراتيجي ..
العام 2007 م عام جديد ، أتمنى كغيري أن يكون عاما خصيبا مرحا ضحوكا
ولكن لا أرى في بوادره أي بارقة تشير إلى ذلك ..
يكفي ما قاله السادة المنجمون ، وقراء المستقبل من النطيح والمتردي وما أكل السبع ..
قرأت أن نطيحة ( امرأة منجمة ) دخلت على خط التنجيم للمستقبل في جريدة الحياة
من حق المنجمين أن يقوموا بممارسة هوايتهم (فهذا شغل من وراه أكل عيش) ولكن الغريب العجيب تكالب
الناس من الخاصة والعامة (وأنا أكره هذا التصنيف الطبقي ، ولكنه متداول في الاستعمال اليومي كتداول الجوهرتين الذهب والفضة ) .. تكالبهم على تصديق أقوال المنجمين وتراهاتهم ، ويهملون حدسهم الطبيعي
بأن الكتاب ( العام ) بيّن من عنوانه ..
العام الجديد فرصة ذهبية لتجاوز الماضي حتى ولو وهما ...