١٤٢٨/٠٥/١٢

ذم الثقلاء (الأخيرة) ملاحظات عابرة على الكتاب !

من الملاحظات البارزة على كتاب (ذم الثقلاء) لمحمد بن المرزبان يمكننا إيجازها في النقاط الآتية :
· الحس الاجتماعي: الكتاب راصد لحوادث كثيرة ، وقصص متتالية عن الثقالة وأشكالها وصنوفها وأصحابها .
· في الكتاب حس نقدي بل نزعة هجائية لهذه النوعية من الناس ، وربما يشير ذلك إلى نزعة راسخة في نفس الكاتب في تناوله للظاهر الاجتماعية في عصره بأسلوب ساخر وناقد في الوقت عينه .
· على الجانب الآخر كان يسود الظرف والظرفاء بين طبقات المجتمع في عصر الكاتب .. بشكل عام ، وبين النخبة ، كطبقة الشعراء والأدباء كأمثال أبي نواس والحسين بن الضحاك وسواهما فقد شغلوا دنيا الأدب بظرفهم وخفة روحهم .
· عدم الدقة في نقل الأبيات أو تتبعها في كتب الأدب ص 63 و 60 والنقص لبعض الحروف ، مثل : الواو أو غيره ص60 ، أو توضيح معنى كلمة قدح اللبلاب ص58 أو التعليق في الهامش .
· الظرف والظرافة الموضوع إنساني فيه الكثير من الظرافة والجدة .
· يلاحظ أن المستائين من الثقلاء كبار القوم من التابعين وأئمة الحديث والولاة ومن هم في طبقتهم . ولعل هذا ما يشير إلى تصنيف طبقي للمجتمع ، وهو ما يحاول يرصده المصنف دون قصد ربما !!
· كثير من ظواهر الثقلاء لا زالت باقية ؛ حتى قيام الساعة .
· ربما كان الثقيل من الوجهاء والعلماء والأدباء ، ويكون ضحاياه من عموم الناس .
· حسب الدكتور محمد حسين الأعرجي لم يفرد أحد كتابا برأسه حول الثقلاء قبل ابن المرزبان إلا أبوالعنبس الصيمري ت275هـ .
· يلاحظ القارئ مواقفا وحكايات وقصصا ليس لها علاقة بالثقل والثقلاء ، وإنما هي من استطرادت المصنف وتهويماته ، انظر: ص74(خبرا العامري) فوق ص95 و..وص78 وص85 ص89 و ص94 وص95 وص102 عن الود والبغض وص105وص114 وهذه واضحة .
· ربما يتظارف المرء فيقع في داء الثقل . هناك خيط مرهف الحد بين الظرف والسماجة .
· تكرار بعض الحكايات والقصص في الكتاب ، مثل قصة عوانة .

ذم الثقلاء 6

قال المفضل بن المهلب: الثقلاء ثلاثة (والرابع أثقلهم) رجل كان يزور قوما يستثقلونه ، فسألوا الله أن يريحهم منه ، فغاب عنهم ، فافتتحت أبصارهم ، وطابت نفوسهم ، ثم أتاهم يعتذر عن تخلفه عنهم . ورجل أتى رجلين وهما في حديث قد أعجبهما فقعد إليهما من دون الناس فدخل فيما يليهما فلما بلغ منهما ، قال: لعلّي قد قطعت عليكما فاستحييا منه فقالا: لا . ورجل انتهى إلى حلقة قوم فأقبل على الذي يليه فقال: أيشٍ يقول هذا لكم فهو لا يسمع ولا يدع من يسمع يفهم ، والرابع هو الشاب المكتهل الذي يتحادث في مشيته ، ويحسر عن ساقيه تميّزًا عن الخلق بثقل روحه .
قال تلتال بن قيقانه العولمي : ورجل يثرثر عليك ، وهو لا يعلم أنه يثرثر ، ورجل يكثر المطبات في طريق الناس والسيارات.
قال رجل للأحنف بن قيس ـ وكان يجالسه ـ يا أبا بحر هل زنيت قط ، قال: فسكت الأحنف ، ثم أعاد عليه ، فقال: أما منذ أسلمت فلا ، قال ثم لقيه بعد ذلك ، فقال: يا أبا بحر هل تعرفني قال: نعم أعرفك ، جليس سوء !!
دخل رجل على عليل يعوده ـ وكان العليل يبغضه ويستثقله ـ فقال له وقد أبرمه في المسألة كيف وكيف تجدك ، وهل تعرفني ، قال له المريض: وهل يخفى بغضك على أحد .
عن أسود بن سالم ، قال: مَنْ أكرهُ أن أنظرَ إلى وجهِه فكيفَ أحدِّثُه !؟ وكان حماد بن زيد إذا رأى عفان بن مسلم الصفار البصري قال ما أثقل ظله .
كان رجل يجالس ابن المقفع فيكثر الكلام ويطيل الجلوس فكان ابن المقفع يستثقله فجاءه يوما وقد تناول دواء ، فقال لغلامه: استأذن لي عليه ، فقال له الغلام: قد أخذ دواء ، قال ليس من ذلك بد ، فقال له الغلام: ليس إلى ذاك سبيل ..
وقال ابن المرزبان ، كان يقال: الأنس بالثقيل علامة الثقل لأن كل طير مع شكله .