1 ديسمبر 2006
حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة / الدوحة 2006م
( لمجدك أهدي قلبي اليوم ..) عشتِ يا ماجدة الرومي .. !!
ثمت ما يدفعني دفعا لمتابعة افتتاح الدورات الرياضية ، أتابع الافتتاح بشغف وحرص غريبين ، رغم عدم خبرتي الرياضية ، وقلة تحصيلي الكروي ؛ لعل ذلك راجع إلى حبي لكل مفتتح جديد ؛ حتى ولو كان سجنا أو زنزانة .. عموما طبيعة الافتتاحات بشكل عام تعبر عن ثقافة الدول المشاركة في البطولة وحضارتها ، ولعل ما يرافق ذلك من فرح وبهجة هو ما يشدني للشاشة الفضية كالمسمار في الجدار القديم .
ماضٍ عريقٌ تعبر عنه شعلة الألعاب الآسيوية ، وامتداد متواتر للأجيال كان بارزا من خلال مرورها عبر المدن الآسيوية بين حماس الجمهور الآسيوي في روعة مشهدية فاتنة .
كما إن خريطة الإدريسي بعمقها التاريخي وبعدها الإنساني كانت حاضرة بحضور صانعها (الشريف الإدريسي) في الوجدان الحضاري ، طبعا لا أعرف عن هذا الشريف إلا اسمه الموسيقي الرنان في صفحات التاريخ .
وحضور الاستطرلاب برمزيته العلمية لتاريخ العرب والمسلمين ، وبما أضفاه على خشبة المسرح من دلالات هامة وثرية بوصفه آلة قوة ، وبداية رحلة وغامرة .. كان له أبلغ الأثر في إغناء العرض رغم تنوعه المبهر !
كانت قوافل التجارة والحضارة والثقافة تمر بهداها قاطعة طريق الحرير برمزيته التاريخية ، وتستمر الحضارات على لمح إشاراتها خطوة بخطوة .. بملامح مشرقة مشعة .
كان العرض الرائع .. والرمزي للقوافل الآسيوية على خشبة المسرح مدهشا وشائقا .. لأول مرة طبعا أعرف أن هذه القوافل هي رموز حضارية لشعوب خالدة أعطت للإنسانية روائع خالدة .. قافلة ليوندوغ ( شمال آسية ) ، وقافلة التنين ( شمال شرق آسية ) ، قافلة النمر ( جنوب آسية ) ، وقافلة غارودا ( جنوب شرق آسية ) وقافلة الفيل ( جنوب وسط آسية ) ، وقافلة الحصان ( آسية الوسطى ) ؛ لتحي كل هذه القوافل عرس الدوحة لمدة خمسة عشر يوما .. حقا كانت العروض تعبر عن آسيا بكل غناها وتنوعها الثقافي والحضاري وفلكلورها الإنساني العميق .. !!
لقد أدهشتني التنويعات الموسيقية والأنغام الآسيوية ، وأعجبتني خشبة المسرح أيما إعجاب ، ولا شك أن الانطباع الأول هو أن الافتتاح عكس ثقافة الشعوب ومقدساتها بمقاسات فنية هائلة .. وكم كانت الألوان بزهوها معبرة أكثر من الكلام عن البطولة والأناقة الرياضية والفرح الآسيوي، وكأن الإضاءة ولادة جديدة رائعة بما تعبر عنه من اشتعالات واكتشافات ومحبة وسلام .. !!
كان لصوت المغنية الهندية سيندي تشوهام حضور رائع وعذب ، وغارق في العذوبة ، طبعا ما كان لي أن أفهم ما تقول لولا الترجمة ، كانت أغنيتة معبرة عن مضامين إنسانية.. كما أن الراقصات الآسيوية الفارطة الروعة والغموض ، إنها لوحات من الأسرار تعبر عنها كتل جسدية هائلة الحضور والدهشة ، كما أن الألوان والأزياء بكل غرائبيتها وبهجتها وخيلائها وكأنها قصيدة متكاملة المعاني والدلالات .. إنهما خير مثال على روعة الافتتاح .
وحضور الأغنية الخليجية الشهيرة (توب توب يا بحر ما اتخاف من الله يا بحر) في أواخر موسم صيد اللؤلؤ ... بوميض السعفات الذهبية ..في كل مكان يشتاق المشاهد أن يكون وهو يشاهد سفينة أم الحنايا الشهيرة التي يجر مجاديفها صبيان الخليج وسط الأهازيج والزغاريد والأفراح وكم تبدو ليلة الحناء بهيجة في عرف أهل الخليج .
حقا إن الافتتاح لوحة بصرية جمالية رائعة التي أبدعها 17 ألف متطوع أثبتوا أنهم في مستوى التحدي الحقيقي .
كما أن عرض البعثات والوفود والفرق المشاركة التي تصل إلى 45 دولة ، ولفت نظري .. وأفرحني .. وأشعل في صدري شعلة من الدفء الشرقي ( حتى ولو كان موقّتا) الوفدُ الكوري الموحد فلا جنوبية ولا شمالية ...
إن الافتتاح كان لوحة مبهرة ومعبرة عن كل معنى جميل في آسية بتنوعها الجميل .. ويا الله .. يا آسية يا أم الهوايل .. شدوا (حيلكم) كي نكون بحجم قارتنا العملاقة .
شيء مضحك أن تصاغ هذه المقالة في الافتتاح ، وتنشر بعد انتهاء الدورة .. ببضعة أيام ، والسبب خلل فني في كل شيء ، منها انتخاب أمين عام جديد للأمم المتحدة .. آسف بعدد كلمات العربية ، وأعتذر بمقدار عظمتها !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق