١٤٣٠/١١/٢٥

إلى تركي الدخيل .. مع التحية !!

باسمه تعالى
السلام عليكم
هيا .. أيا .. أيْ .. يا .. تركي الدخيل :
استعملت معك كل أدوات النداء التي أعرفها .. باستثناء الهمزة ؛ لأنها تذكرني بأكل الرز والمفطحات ، ولذا أعرضت عنها صفحا !!
بالله عليك أهذا كلام تكتبه في جريدة الوطن ، تحت عنوان : هل السعوديون متذمرون ؟! الاثنين 17 ربيع الآخر 1430 ـ 13 إبريل 2009 العدد 3118 ، السنة التاسعة
يا أخي المضيء : ليس لنا إلا أن نربيَ التذمر ، وأبناء التذمر ومنها الضجر والملل ، وأحفاد وحفيدات التذمر ، ومنهم السأم والزهق والقهر ، وليس أن نتذمر فقط ، وما الذي يشفينا من التذمر يا (شيخ الإضاءات) !!
قسمًا عظمًا حتى وزير النقل والمواصلات لا يقبل .. ولن يرضى منك أن تكتب مثل هذا الكلام الفِج (بكسر الفاء) .
حاولت عدم التعليق على مقالتك الفَجّاء ، ولكنني لم أستطع ، وأطلب منك السماح لي بالسخرية على مقالتك احتراما للشعب السعودي ، ولن أسخر منك أنت .. !! فأنت عندي محل التقدير والاحترام ؛ التزاما مني بوثيقة الشرف الإعلامي العربي التي كتبها عبدالحميد بن يحيى العامري الكاتب المتوفى سنة 132هـ .
صيغة السؤال الذي عنونت به مقالتك يوحي بالاستخفاف بشعب يعاني من بؤس الطُّرق ، وتعاسة وسائل المواصلات ، وسوء المنقلب والانقلاب ؟
لن أطيل في التعليق على مقالتك ، فـ(لقد شفى نفسي وأبرأ سقمها) التعليقات التي كتبها مجموعة من القراء (الضحايا) على مقالتك المتختخة بالخزعبلات المطاطية ، والترهات الجرمقانية !
دَخِيلك أيها المضيء :
لن تحتاج أن تخوض في حقل من الألغام وأنت تكتب عن هذا الموضوع .. فكل الذي عليك هو الخوض في حقول الطرق (الأفعوانية) التي يخوض فيها الناس صباحَ مساءَ .. !!
مثلا عليك أن تجربَ طريقَ الأحساء الدمام ، أو طريق ميناء العقير الدمام ، أو طريق الدمام الخفجي ، أو طريق الظهران الجبيل ، أو " طريق السَّلال السُّلي ، أو طريق الخبَال الكُّلّي ، أو طريق الجنون العُلِّي ، أو طريق البلاهة العُصْمَلّي .. !!!!!!
وعليك أن تجرب أيضا وسائل النقل الحديثة والمتطورة ، مثل : القطارات الفارهة آخر موديل ، والمترو أنفاق آخر صرعة ، وباص النقل الجماعي ، ولن ترى إلا أمَّ الخير ، وجَدّةَ السلامة !!
كي تكتشفَ الفرق بين الشعب السعودي (المتذمر) ، وصاحبك الإنجليزي (السعيد) عليك أن تجرب ، وتزورنا بَرًّا بسيارتك الخاصة ، أو بالنقل الجماعي ، أو بالقطار ... والذبيحة علينا يا صديق البراري والقفار ، والملتقى في الصرى الأغر !!
طبعا لن نسألك عن راتب صاحبك الإنجليزي ومخصصاته فهذا ليس من شأننا ، ولكن لأن لذلك علاقة بقولك : (مع كل هذا الجهد والتعب وصرف النقود ، بدا لي الرجل سعيداً بحياته) .. آهٍ من قولك هذا ، ثم إيهٍ ، ثم أوووووووووووووه حتى مطلع الفجر !! يا بن الكرام !
سعيد بحياته لأنه قد اختار ما أراده ، و(الاختيار) نعمة ، وسعادة ، وتجلٍّ ، ورضا ، وغبطة .. واسأل فلاسفة العصر الحديث ؟!
سعيد بحياته ؛ لأنه يستمتع بوقته في وسيلة النقل التي يستقلها بتصفح الإنترنت ، والرد على إيميلاته ، وقضاء مصالحه دون عناء أو مشقة ، وليس هو براكبٍ في مصيبة اسمها سيارة لا يعرف متى سيهجم عليه (مجهومٌ) من المجاهيم العربية ، أو (غتّار) من المغاتير اليعربية !
وسعيد لأنه لن يرى طعوس الرمال وقد دفنت الطرق ، ولن يشاهد الأحافير والأخاديد والتحويلات التي لا تفنى ، ولا تستحدث من العدم !! وسعيد لأنه يشعر بالسلامة ، ويطمئن إلى الثقة في طرق لندنَ ، ولن يبقى إلا ما قدره الله ، وما شاء فعل !!
أما طرقنا فنسأل الله السلامة والعافية .. نقطعها بتوفيقات الله ، ودعاء الأمهات ، وابتهال الجدّات ، وتهجد الآباء ، ودموع الأطفال ، وبكاء الزوجات ، وبكثرة الاتصالات .. ولسان حال كثير من الشعب السعودي كما قال ابن المُقَرَّب العيوني :
فيا راكبًا تَطْوي به البيدَ جَسْرةٌ / وتَغتالُ غيطانَ الفلا والأخاشبا
وكما قالَ الأعشى :
وخَرْقٍ مَخُوفٍ قد قطعتُ بجسرةٍ / إذا الجِبْسُ أعيَا أنْ يرومَ المسالكَا
قطعتُ إذا ما الليلُ كانتْ نجومُه / تَرَاهُنَّ في جوِّ السماءِ سَوَامكَا
وكما قال النميريُّ :
يا راكبًا يَطوِي الفلاةَ بجسرةٍ / كالقِدْحِ تُبصرُه بكفِّ مُعْوَجِ
من نسلِ شَدْقَم لا تَمَلُّ من السُّرَى / أو تصدَعُ البيداءَ صَدْعَ الدُّمْلُجِ
فائدة لغوية : (جَسْرَةٌ : أي ناقة قوية جريئة على السفر . أما شدقم : فهو فحل واسع الشدق منجب عريض عظيم)
نعود إلى صاحبنا الإنجليزي (السعيد) .. فهو طبعا سعيد بحياته وابن غارق في السعادة ؛ لأن ما يدفع من مصروفات تنقله وذهابه وإيابه لا يساوي (مَلّيما) ، أو (قرشا واحدا) من مخصصاته ..!!
يا أخا العرب !!
اللهم زده سعادة واستمتاعا !! اللهم لا حسد ، ولكن اللهم .. غضبٌ من مقالتك .. وسخطٌ وتذمر من هذا الأسلوب الفِج في تسطيح الطرح ، وتناول الموضوعات !!
عليك بالانشغال أكثر ببرنامجك (إضاءات) فنحن لك من المتابعين ، وإذا كانت كتابتك بهذا الشكل فعليك الاعتذار من جريدة الوطن ، وأنا سوف أقوم بالكتابة مكانك ، ( إذا سويت لي واسطة) في الجريدة !!
أكيد ستحتاج وقتا طويلا للرد على تعليقات القراء من (الشعب) ، وأظنك ـ وأرجو أن يكون ظني كاذبا ـ لن ترد ، أو لن تستطيع الرد عليهم وعليّ !!
أعرف أنك ساكن في أحد الأحياء الراقية في أبو ظبي أو دبي لست متاكدا .. يقال الفطيم ؛ سلّم عليه إذا شفته !!

حياك الله يا أبا اليمن

الله يمسيك بالخير ..
بكره إن شاء الله الإقرار في كاتب العدل !
بكره يعني غدا ..
حبيت أقول لك .. وأنت تدري !!