١٤٢٧/١٢/١٤

مأساة الحياة بعد عام قديم

(بين يدي الله)
للشاعرة نازك الملائكة
وهي مقاطع من مطولة بعنوان (مأساة الحياة) ، وهو عنوان يدل على تشاؤمها المطلق ، وشعورها بأن الحياة كلها ألم وإبهام وتعقيد حسب تعبيرها .
وقد اختارت الشاعرة بحرا عروضيا مرنا هو البحر الخفيف ، الذي يجري بين يدي الشاعر كما يجري نهر عريض في أرض منبسطة كما عبرت في مقدمة الديوان ج1 .
وقد بلغت القصيدة (1200) ألفًا وَمِئَتَيْ بيتٍ ، انتهت منها الشاعرة عام 1946م .
والنص بشكل عام عبارة ٌ عن مناجاةٍ روحيّة بين الخوف والرجاء ، ورحلةٍ تأمليّة بين اليأس والأمل بثّتْ فيها الشاعرة أساها وشكواها ، فهي تغني وتبكي .. تارة تغنّي بوصف الغناء يرمز للفرح ، وتارة تبكي بوصف البكاء يرمز للحزن ، لكنّ الشاعرة في شكواها وألمها تتكِئُ على إيمانها العميق ، فهو شاطئ الأمان ، وبرية الاطمئنان .
والشاعرة لا تتوانَ في تعبيرها الشعري عن استصراخ مظاهر الطبيعة ، فهي لا تكفُّ عن مناداة الرياح والبحار والضحى والأصيل ، ولا تفتأُ من مناجاة ربِّ السماء ، فهي بعد أن لاذت بالإيمان والسمو الروحي لا تخشى الظلام والإظلام ، ولا اليأس والقنوط ، ولا الحزن والكآبة ، فهي في نشيدها الدائم تصرخ بصوت مجسّدٍ تعبرُ فيه عن معنى الحياة وعمقها ، فهي في حضرة (الألوهة المرجوّة) في كلِّ آنٍ ومكان .
نص رائع من شاعرة رائعة يحتاج إلى خلوة وجدانية ، وصفاء روحي ، وانعدام الشواغل ، وكثرة الشواعل كي يقرأَ قراءة رائعة .

عام جديد

كعادتي أحبُّ الافتتاحات الجديدة ..
أحبُّ البشريات والمبشرات ، رغم انطوائي على احتياطي تشاؤمي استراتيجي ..
العام 2007 م عام جديد ، أتمنى كغيري أن يكون عاما خصيبا مرحا ضحوكا
ولكن لا أرى في بوادره أي بارقة تشير إلى ذلك ..
يكفي ما قاله السادة المنجمون ، وقراء المستقبل من النطيح والمتردي وما أكل السبع ..
قرأت أن نطيحة ( امرأة منجمة ) دخلت على خط التنجيم للمستقبل في جريدة الحياة
من حق المنجمين أن يقوموا بممارسة هوايتهم (فهذا شغل من وراه أكل عيش) ولكن الغريب العجيب تكالب
الناس من الخاصة والعامة (وأنا أكره هذا التصنيف الطبقي ، ولكنه متداول في الاستعمال اليومي كتداول الجوهرتين الذهب والفضة ) .. تكالبهم على تصديق أقوال المنجمين وتراهاتهم ، ويهملون حدسهم الطبيعي
بأن الكتاب ( العام ) بيّن من عنوانه ..
العام الجديد فرصة ذهبية لتجاوز الماضي حتى ولو وهما ...