١٤٢٧/١٢/٠٦

ذم الثقلاء 4

قال (جنار) كنا نأتي سماك بن حرب نسأله عن الشعر ويأتيه أصحاب الحديث فيدعُهُم ويقبل علينا ويقول إن هؤلاء ثقلاء .
قال بعض أهل الأدب: استخفاف الثقيل ثقل ، واستثقال الخفيف علامة الثقلاء ، وكان يقال: الأنس بالثقيل علامة الثقل ؛ لأن كل طير يطير مع شكله .
قال أكثم بن صيفي من ألحف في مسألته أبرم وثقل .
كان رجل من الأعراب يختلف إلى امرأة من قومه يحادثها وكان لها محبا وكان إذا جاء ؛ ليحادثها تبعه فتى من الحي فيقعد قريبا منهما فلا يقدران على ما يحبان من الآنس والخلوة .
قال سفيان الثوري إنه ليكون في المجلس عشرة كلهم يخف عليّ فيكون فيهم الرجل أستثقله فيثقلون عليّ .
قال أخبرني أبو جعفر عبد الأعلى المُكَتِّب قال: ذُكرتْ لأبي معنٍ اللذاتُ فقال: الوقيعة في الثقلاء من اللذات . أي غيبتهم !
عن يمان بن ربيعة أن رجلا قال لعلي بن أبي طالب (ع) ثبتك الله يا أمير المؤمنين قال على صدرك . ( هذه مزحة ما علاقتها بالثقل يا ابن المرزبان !!؟ )
سمعت أبا عاصم النبيل يقول: إذا أبغضت الرجل أبغضت شقي الذي يليه .
حدثنا أبو نصر بن مالك بن مِغْوَل قال إبراهيم بن سعد وقد كان يعِدني بأن يحدثني فألفيته وقد حلق ، فقال لي: يا بن مغول تدري ما مثَلي ومثلك قلت تمنعني الحديث وتضرب لي الأمثال ، قال: خد هذا المثل حتى يأتيك الحديث كان رجل يختلف إلى سعيد بن المسيب وكان سعيد يستثقله فأتاه ليلة وقد لسعته عقرب فقال له يا أبا محمد اصبر فإنما هي ليلة فقال له سعيد وفي هذا الوقت أيضا .
سأل رجل الشعبي عن المسح على اللحية ، فقال: خللها ، قال: أتخوف أن لا يبلغها الماء ، قال: فإن تخوفت فأنقعها من أول الليل .
كتب رجل من أهل البصرة إلى رجل من أهل بغداد (وقد ولد له ابن): بَلَغَني أنك سمّيت ابنك محمدا ، وأنت إلى شمائل أنبيائنا أحوج منك إلى أسمائهم ، وقبل هذا ما سمّاك أبوك فما حجزك ذاك عن سفك الدم الحرام وشرب المدام واكتساب المال من الآثام وما أدري كيف أدعو لابنك ، إن دعوت له أن يشبهك فالعار والنار ، وإن دعوت له ألا يشبهك فالظِّنَّة والتُّهَمَة .
[ أيها الرجل البصري أنت لوحدك مشكلة تامة ، وأقل ما ينالك من عقاب أنك تستحق أن تنظف شوارع بغداد والبصرة حتى تعود نظيفة ومصقولة كأيام زمان ]
عن قيس بن الربيع قال كنا عند الأعمش فدخل استثقالا لنا فما لبث أن خرج ، فقال: فررت منكم إلى البيت ، فإذا ثم من هو أثقل منكم فرجعت إليكم ، يعني زوج ابنته .
كان سويد بن عبد العزيز فاضلا ، وكان يقول: من ثقل عليك بنفسه وغمك في سؤاله فألزمه أذنا صماء وعينا عمياء .
عن عرفة بن سليمان قال حضرت يوسف بن عمر وأتوه بثوب من دار الطراز ، فقال: ما هذا الثوب ؟ فقال: رجل في المجلس كان يستثقله أصلح الله الأمير هذا سُهْر دَرْ سُهر (أحمر في أحمر) قال لا جرم ؛ والله لأدعن ظهرك أحمر في أحمر قال فضربه أربع مئة سوط .
[ أصلح الله الأمير ، هذه جناية عظمى تستحق عليها محاسبة قانونية ؛ حتى ولو بعد 1000 عام ، ولكن الثقافة القانونية المدنية في عرفنا العربي مفقودة حتى إعلان آخر ]
أهدى رجل إلى الأعمش بِطيخة فلما أصبح جلس الأعمش ، فقال: له الرجل يا أبا محمد كيف كانت البطيخة !؟ قال: طيبة ثم عاد ثانية ، فقال: طيبة ، ثم عاد الثالثة ، فقال: الأعمش إن كففتَ عني وإلا تقيأتها !!!
[ لله أبوك أيها الرجل ما أثقلك حتى مطلع الشمس من مغربها !! ]
عن معمر قال ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث: محادثةُ الإخوان ، وأكل القديد ، وحكُّ الجرب وأزيدكم زيادةً الوقيعة في الثقلاء وتمثل بهذا البيت:
ليتني كنت ساعةً ملكَ المو * ت فأفني الثقال حتى يبيدوا
عن إبراهيم بن محمد قال كنا نعرض على ابن أبي عتيق العرض فربما غمّض عينيه فنمسك عن العرض ، فيقول: ما لكم !؟ فنقول: ظنناك نائما فيقول: لا ، ولكن مر بنا من أستثقله ، وَسَلّمَ ، فغمّضت عيني كراهية أن أراه .
قال أنشدني أبو حاتم السجستاني:
إني أجالس معشرا * نوكى أخفهم ثقيل
لا يُفهموني قولهم * ويدق عنهم ما أقول
فهمُ كثير بي كما * أني بقربهم قليل
قوم إذا جالستهم * صدئت لقربهم العقول
جاء رجل إلى الأعمش فقال يا أبا محمد اكتريت حمارا بنصف درهم وأتيتك أسألك عن حديث كذا وكذا فقال اكترِ بالنصف الآخر وارجِع .
لقي رجل الأعمش ، فقال: اجلس حدثني ، فجلس يحدثه ، فقال الرجل: ارفع صوتك فإني أصم ، قال: ما زال بك يا ثقيل .