١٤٢٨/٠٦/١٨

ما فيه صج !!

ما فيه صج !
الصج انهم خذوا فلوس الناس وانتهى الموضوع !!

هذا حوار عبر الهاتف .. دار بين اثنين من صغار المستثمرين ، وكنت أستمع لهما دون تدخل ، وبالطبع الكلام حول سوق الأسهم !
وقال أحدهم أيضا [ الصج يبقى والتصنف جهاله ] أظن القائل ابن لعبون !
وفلوس الناس ما لها حد يا جماعة الخير ، بس الكلام فيه نبرة إحباط وتهكم !!
ومن حق أي واحد يحبط ويتهكم ، يعلق مثل هذا التعليق ؛ لأنه يبقى كلام ، والسوق ماشي !!
هل فعلا انتهى الموضوع ..؟؟
لا.. ما أظن الموضوع انتهى بهذه البساطة ، الموضوع مستمر .. والتعليقات والتندر والحكي سيبقى .. ووراء الأكمة ما وراءها !!
( واقولو له لسه عايشه / قال صعبان عليه

موسيقى الكائنات

موسيقى الكائنات
رُبَّمَا تَكُونُ الحياةُ هَامِشًا .. والموسيقَى مَتْنًا !!

* السماع لا يجعل في القلب ما ليس فيه ، ولكن يحرك ما هو فيه ..
* الأصل في الأصوات حناجر الحيوانات ، وإنما وضعت المزامير على أصوات الحناجر ، وهو تشبيه للصنعة بالخلقة ، وما من شيء توصل أهل الصناعات بصناعتهم إلى تصويره إلا وله مثال في الخلفة التي استأثر الله تعالى باختراعها ..
إحياء علوم الدين ، أبو حامد الغزالي

* هزمتك يا موت الفنون جميعها .. !!
محمود درويش
ثمة ما يغري بالحديث عن الموسيقى ، ويدفعك دفعا لاستثارة إحساسك الغافي في اللهو اليومي الرتيب ..
ثمة ما يستفز في الموسيقى دائما .. بوصفها المثير للكوامن الذاتية ، والشجون المتوارية وراء شغاف القلب ، وفي الوقت نفسه بوصفها النفعي الذي يلجأ إليه الإنسان طلبا للاسترخاء والتداوي من عناء يوم مرهق ..!!
وهذا هو فخ الفنون دومًا ـ ومنها الموسيقى ـ حين يرى إليها الناسُ باعتباراتهم المختلفة ، فتكون تارة فنا له خصائص الطبيعة ، وتارة أخرى علما له رصانة العلوم !
بتأن فاتن ينبغي أن يتم الحديث عن الموسيقى ؛ كي لا نجرح أخيلة الطبيعة ، وعنفوان الكائنات ..
فمنذ قيثارة أور البابلية ، حتى عصرنا الرهيب هذا .. ما زالت الموسيقى هي التعبير الفني الخالي من وجع الكلام ، فإذا أصبح الكلام من فضة ، فالموسيقى من (فيروز) !!
ما زالت فيروز الموسيقى تعببرا خلاقا عن الطبيعي فينا .. عن هذا الكائن البشري المغمور خلف الحجب داخلنا ، أكثر مما تعبر فضة الكلام .. الموسيقى كائن خرافي .. فتصبح إلها عند الإغريق ، وهي كائن فني جمالي يستحق أن يبقى كائنا مثاليا بين حنايا البشر .. !! هكذا تحدثوا عن الموسيقى !!
من يشك في أنَّ هذا الكون اللامتناهي في جماله هو قطعة موسيقية لامتناهية في الجمال والكمال !! لا تفنى موسيقاه الأبدية فسبحان المعبود ذي الجلال والإكرام !!
خرير المياه .. وحفيف الأشجار .. وتغريد البلابل .. وأخيلة الفراشات .. وصوت العندليب .. وسجع اليمام .. وشدوالطفولة .. وزرقة البحر .. ولغة الجسد .. كلها تعبير حسي ظاهر عن موسيقى الطبيعة الكامنة وراء المطلق .. إنها إيقاع حي عن الصوت الطبيعي في الحياة ..
الموسيقى قد تبدو إلها أو كائنا أو فنا ـ لا يهم ـ ما هو أهم هو قدرتها على إغناء التجربة الإنسانية ، وبما لها من قدرة على بعث الحياة في الأشياء .. وعلى إثارة شغف التأمل في هذا الوجود الغامض الجميل !وبما لها من قوة خافية في تبديد الرتابة والبلادة والعادي ، واستبداله بالمثير والمطلق والمفعم !!
الموسيقى عافية ؛ لهذا يحن لها الكبير والصغير ، ويهفو إليها الطفل والطفلة والعاشق والعاشقة والمتوجع والمتوجعة والفرح والحزين والآدمي والحيوان ، وما هو أنثى وما هو ذكر .. إنها ـ أيضا ـ مرض جميل ، وشغف لذيذ ، وتوتر خلاق .. وجنون مرهف .. وهذا بعض من غموضها الفنان !!
كل منا يحب أن يلون حياته بموسيقاه .. كل منا له مزماره ونايه وكمانه وعوده وقانونه .. يشدو به في سهول الحياة وصحرائها .. ويغني بين أفيائه وظلاله حين تغدو الموسيقى هي الحل .. أو سرب الحكايا !!
من منا لا يشتاق إلى صفاء الذات وتهذيب النفس ، وتحرير (آدمه/حوائه)المطمور تحت هذا الطين ؟؟ إنه بالموسيقى يمتلك حرية أن يكون أكثر آدمية !! فالموسيقى هي صوت المعنى لهذا اللفظ المجازي المسمى بالحياة !!
موسيقى الطبيعة من حولنا تحتاج إلى تأنٍ وتأمل كي تغدوَ متنا .. إذا أضحت الحياة هامشا !!؟
هل أصبحت الموسيقى بعد كل هذا متنا أو هامشا.. !! هذا ما سنراه أو نسمعه .. !!؟؟
والسلام مودة ومحبة وموسيقى !!