١٤٣١/٠٤/١١

القنديل هو اعتراف خلاق من الطبيعة بأن الضياء أكثر اكتمالا من الظلام ، وأن الظلال أكثر روعة من الظلام أيضا !!

مساؤك رمان يا (أبا اليُمن) !!

اليوم أخذت في ترتيب أعداد مجلة (الخفجي) مع (أبي المكارم) نعدها ونرتبها ، وبلغت أعدادها مئة وأربعين عددا (140) !!
وهي أعداد قديمة .. أي لها عشر سنوات تقل أو تزداد ، وكنت مهتما بمتابعتها وقراءتها !!
مع مجلة الخفجي وترتيبها تذكرت حضورك البهي !!
على فكرة الاسم الحقيقي للخفجي هو (الخفقي) !!
شكرا لك !!

مركز الإحباط الشامل 3

من المهم التأكيد على ذكر الجهود التي تبذل من قبل العاملين في المركز من الإداريين والفنيين والمراقبين وغيرهم ، ولا يمكن التنكر لها ، فهم يقومون بجهد عظيم في ثغر اجتماعي لا يقل شأنا عن بقية الجهود التي تبذل من قبل القطاعات العاملة في الوطن .
ولكن أيضا أحب أن أؤكد على أهمية المتابعة والاستمرار من قبل الجهات المسؤولة في المجتمع (الوزارة ، رجال الأعمال ، الأسرة ، هيئات الرقابة ، حقوق الإنسان ، المجتمع المدني) !!
مما قاله لي صديقي الباحث الاجتماعي بأن المركز يضم قرابة 250 حالة تقل أو تزيد ، فهذا نسيان مني ، وهو رقم صعب أمام ضعف الإمكانيات ، والطاقة الاستيعابية للمركز ، وقد شكا بألم وحرقة من قلة الناصر والمعين .. !!
وأشار إلى أن المراكز الأهلية أو الخاصة هي أفضل من المراكز الحكومية ، لكون المراكز الخاصة مهيأة بشكل أفضل ، ومخدومة من قبل رعاتها والمستثمرين فيها ، وهو مشروع استثماري رائع وإنساني ولا عيب فيه ولا ريب في أهميته ، والمجتمع بحاجة ماسة وملحة وضرورية لمثل لهذه المشاريع يا رعاة الأموال !!
هناك طلبات مقدمة من الأسر تطلب الإيواء لأبنائها في المركز ، وذكر باحثنا الاجتماعي بأن تبلغ الثمانين (80) طلبا ، وهذا رقم ثقيل ، ويمتلأ الإنسان من مجرد ذكره غضبا ، فهذه الحالات الثمانين (80) تعني أن ثمانين أسرة تعاني في المجتمع ، وأن ثمانين مريضا بحاجة للعناية (مفلوتين) في الشوارع ، أو في منازل أهاليهم ، وأسرهم لا تملك الخبرة الطبية الكافية ، ولا الخبرة الاجتماعية المناسبة للتعامل مع مثل هذه الحالات ، والأسر غير مهيأة لإدارة مثل هذه الحالات التي تحتاج إلى العناية والرعاية المختصة !
ونحن جلوس في مكتب الباحث الاجتماعي نسمع حوارات ونقاشات عن تقصير (العمالة) في القيام بواجباتها ، وقد غضب أحد المسؤولين من اتهام بعض المراقبين الذين يعملون معه بالتقصير في أداء مهمتهم ، وكنا نسمع بعضا من الكلام الرائح ، والحديث الغادي ، ولكن يبقى أن المركز بحاجة إلى (رأس المال) يا (رجال الأعمال) أكثر من حاجته إلى الخطب الرنانة ، والمقالات الفنانة !!
على (علماء الدين) ، و(خطباء المنابر) ، و(بلغاء الجوامع) ، و(أساتذة الجامعات) ، و(طلاب المدارس والطالبات) ، و(المعلمون والمعلمات) .. وكل شرائح المجتمع النفير العام لتصحيح هذا الخطأ الجسيم ، والسكوت عنه عارٌ اجتماعيٌّ !!

١٤٣١/٠٤/١٠

مركز الإحباط الشامل 2

طبعا لم أنقل كل ما دار في نقاشي مع صديقي الباحث الاجتماعي ، وأقول صديقي ؛ لأنني سأفترض أنه سيفهم كلامي على أنه نقد (للمؤسسة الاجتماعية) لدينا ، وليس له شخصيا .
مما قاله لي صديقي الباحث الاجتماعي بأن المريض يكلف المركز 70000 ريال سنويا ، وكان مندهشا أو مزهوا ، وهو ينقل لي هذا الرقم ، وأظن أنه يعتبره مبلغا طائلا ، فقلت له : هذا مبلغ زهيد جدا ، هذا المبلغ تكلفة عشاء على شاطيء نصف القمر يقوم به أحد رجال الأعمال لأصدقائه الأثرياء .
يا سيدي هذا مبلغ زهيد جدا حينما نريد أن نستثمره في الإنسان ، ويعد هذا المبلغ (خرده) مقابل ما تنفقه دول متقدمة في رعاية حقوق الإنسان مثل أستراليا ، فقد حدثني صديق يدرس هناك بأن مريض المنغوليا أو متلازمة داون يمتلك بيتا ، ومدبرةَ منزل خاصة به ، ويعد له برنامجا سياحيا أسبوعيا مع زملائه .. وقد رأى صاحبنا ذلك بأم عينيه وأبيهما وجدهما ..
رأى صاحبنا جاره الأسترالي يرفل في نعمة الله ، وقوانين أستراليا المدنية الإنسانية .
لك المجد يا أستراليا !!

وللحديث بقية !!

١٤٣١/٠٤/٠٦

مركز الإحباط الشامل

اليوم الأحد 5/4/1431هـ زرت مركز التأهيل الاجتماعي الشامل ، وهو مركز يتبع وزارة الشؤون الاجتماعية ، وكانت الزيارة بغرض التعرف على الإجراءت المطلوبة لإيواء أحد (بني آدم) في المركز .
قال لي سكرتير المدير اذهب إلى مكتب الباحث الاجتماعي ، وحين سمعت بمصطلح الباحث الاجتماعي غمرني السرور ، لأهمية هذا المعنى في مثل هذه القضايا .
جاءني الباحث الاجتماعي بعد مدة من الزمن ، وأنا كنت كامنا في مكتبه كمون النار في الحجر حسب تعبير الجاحظ رحمه الله ، ولما جاء فاتحته في غرضي من الزيارة ، فقال المطلوب فقط خطاب تحدد فيه رغبتك في طلب الإيواء لهذا المريض ، مع صورة من البطاقة الشخصية له .
فقلت في نفسي هذا طلب هين لين ، ولكن فوجئت بأنه قال لي : بأن الطلب قبله في (السرى) ثمانون طلبا ، ويتم قبول اثنين في السنة ، وناقشته في هذا ، ولكن أحسست بأن الشق أكبر من الرقعة .
لماذا لا يحصل هؤلاء المرض على حقوقهم كاملة ؟
لماذا لا تفعل دور الرعاية النهارية ؟
لماذا لا يتم افتتاح مراكز مهنية وتدريبية لهؤلاء المرضى ؟
أين دور رجال الأعمال ، وعلماء الدين من هذا التهاون بهؤلاء البشر ؟
أين دورهم في التخفيف من معاناة ثمانين أسرة ؟

سيطول وقوف كل من له يد في الحل ولم يقدم حلا من المسؤولين ورجال الأعمال وعلماء الدين .. أعني وقوفهم بين يدي الله !!!