١٤٣١/٠١/٠٤

مطلع عام هجري جديد !

اليوم الاثنين 4 من شهر المحرم 1431هـ
أول ما ينساب في قلبي بمناسبة دخول العام الجديد هو ما يمكن تسميته (بهجة الأمل) ، وهذه بهجة طبيعية آتية من السرور بكل جديد لمجرد كونه جديدا .
العام الجديد فرصة مواتية لاجتراح الأمل ، وقد أصاب الأخ الرئيس الأجود ، والسلطان الأسود ، حاكم الدولتين الأجدد السيد باراك أوباما في اختيار عنوان كتابه (جرأة الأمل) !!
طبعا ثاني ما لفت نظري بمناسبة العام الجديد هو انشغال الأوادم بتأويلات المنجمين ، وقراءات الكهنة الجدد وتوقعاتهم ، وقد انتشرت هذه الظاهرة حتى بين القوارير من ربات الحجال ، وكل بعقله راضٍ ، ولكن أرجو أن يتكهنوا بما ينفع الناس ، فإن صدقوا فلهم مني كل التقدير والتصديق .
يعجبني هذا المقطع من قصيدة الأستاذ محمد العلي (خطاب إلى العام الجديد):
أيها العام يا كنوزًا ستنسابُ إلى قَطْفها أكفُّ العباد !
أيها العامُ أعطهم ما يريدون: حقولا نشوى ، وزهوَ حصاد !
أعطهم ، ثم مُرَّ بي ، فأنا كالناسِ روحٌ ظَمْأى ، وقلبٌ شَادِ !
رَوِّني ، هَبْ لِجانحَيَّ من الأدواحِ غُصنًا أروي به إنشادي !
أيُّها العامُ يا حقولَ عطاءٍ ، ليس في أفقها ظلالُ نَفَادِ
مُرَّ بي ، فَجّرِ الينابيعَ في قلبي ، حَوّلْ عني طباعَ الجَمَادِ !
فأنا واحةٌ من الحُبِّ ؛ ما أحوجَ أطيارَها إلى صَيّادِ !
وهو ذا العامُ .. يا فؤادي ألا تفتحُ عينيك للضُّحى المَيّاد !
الرائع في هذا المقطع الشعري الخلاق هو التماهي بين الذاتي والموضوعي ، بين الشاعر والناس ، بين الذاتية والغيرية ، وقد نجح الشاعر في التعالي بنصه على الأنانية والأثرة وحب الذات فقط ، فما يريده الشاعر لذاته ، يريده في الوقت نفسه لغيره .
وتبلغ الروعة ذروتها في هذا النص المفتوح على (الإنسانية) حينما يصبح الشاعر (واحة من الحب ، ما أحوج أطيارها إلى صياد) ، وقد حيرني ماذا يعني الشاعر بهذا (الصياد) ؟! ولكن أظنه يعني: (صيّادة ميّادَة) !
العام الجديد هو عبارة عن أيام وليالٍ نستطيع بالحب والأمل أن نجعله بستانا بهيجا ، وواحة غناء .
العام الجديد هو قطعة من الزمن ، ولكن بالنكتة والضحك والبهجة والجري فوق الشواطيء الرملية البيضاء نستطيع أن نحيله إلى (وقت لذيذ) ، و(هدية ثمينة) !!
العام الجديد قد يكون كغيره ، ولكن علينا أن نبتكر منه لحظة سعيدة نركض وراءها على ضوء القمر ..!!
شكرًا لك لأنك تقرأ لي ، وشكرا لك لأنك تنقدني !!

١٤٣٠/١٢/٢٦

أبو اليمن

لي صاحب أكنيه (أبا اليُمن) وأعني (أبا اليسر والبركة والعافية) ، ومرة قرأها أحدهم (أبو اليَمن) ، وهي دولة عربية أصيلة ، يعجبني تاريخها ، وليس حاضرها ، وإذا كنت متشائما سأقول أيضا ومستقبلها .
هذه الأيام يخوض اليمن في خزعبلات لا ضرورة منها ، كل من لقيتهم قد زاروا اليمن قد أعجبوا به ، وأنا حقا معجب به ، ولكن كذاكرة تاريخية ، كحضارة عربية قديمة كان لنا فيها ذكريات جميلة : سيف بن ذي يزن ، وتبع ، وبلقيس ، ودولة معين ، ودولة سبأ ، وسد مأرب ... !!
أعود إلى صاحبي أبي اليُمن ، وهو أخو البركة ، وابن عم العافية .. !!
داهمني اتصال من أحد الأصدقاء ، وانقطع البث .. ربما نتممُ القول فيما بعد !!

١٤٣٠/١٢/٢٣

ابن رشد

ابن رشد أحد أهم الفلاسفة، ويشاع أن الفلسفة الإسلامية انتهت بوفاته، اسمه باللاتينية "أفيروس" "Averroes"، ولد في عاصمة الفكر الإسلامي قرطبة في الأندلس وكان أبوه قاضي وجده قاضي فدرس القانون، وأتاح له ذلك أن يكون قاضي لأشبيلية. درس الطب وعلم الكلام والفلسفة والفقه، لقب بالشارح الأكبر لأنه أفضل من شرح ما جاء به أرسطو.
لم يجلس ابن رشد على عرش العقل العربي بسهولة ، حيث انه أمضى عمره في البحث والتأليف، حتى شهد له معاصروه بأنه لم يترك القراءة والتأليف إلا ليلتين اثنتين: ليلة وفاة أبيه وليلة زواجه.
أخذ الطب عن كبار علماء عصره أبي جعفر هارون وأبي مروان بن جبيرول الأندلسي.وبالرغم من بروز ه في حقول الطب، فإن شهرته كانت من خلال نتاجه الفلسفي الخصب.عكف فيلسوفنا على نصوص المعلم الأول
أرسطو حتى اقتنع بأنها الفلسفة الحق.
المصدر : الموسوعة الحرة .
كنت سأكتب خاطرة عن ابن رشد إلا داهمني (بوحيدر) بالاتصال للذهاب في أمر ثقافي .

١٤٣٠/١٢/٢٠

خاطرة مشمسة

هذه الأيام نعيش في أصداء كارثة جدة ، وهي أصداء مؤلمة ، وذكرى حزينة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ستختلف وجهات النظر حين التأمل في هذه الكائنة الإنسانية المؤلمة ، ولكن لن تختلف في أن من خسرهم الوطن لا ينبغي أن يخسرهم بهذه البساطة .
قدر الله وما شاء فعل .. ولكن كان بالإمكان تلافي مثل هذه الكوارث بالحكمة والنزاهة والعمل الجاد والبنية التحتية القوية .
ولكن .. لن نقدم لمن رحلوا هدية أغلى من محاربة الفساد والمفسدين ، ومحاسبة من تسبب في ضعف البنية التحتية ؛ حتى وقع كل هذا الألم .