٢٠٠٧/١١/٠٢

خواطر في القصة

القصة نوع أدبي له حضوره وجمهوره .. نوع أدبي سريع التطور والتجدد ، فهو أدب متنوع في صيغته وفي محتواه ؛ فتعددت مستويات القص بوصفه لونا أدبيا في أشكاله الفنية ، وأساليبه الكتابية ، فلم يعد قصص الأمثال والعجائب والغرائب ، وقصص الأسمار والأساطير والخرافات والسير والحكايات ، وإنما استحال القصُّ فنا أدبيا له قوانينه وأسسه ، فلم يعد الفن القصصي أدب الهواة ، وإنما أصبح أدب المحترفين .

القصة فنٌّ أصيل يرصد نبض المجتمع الحي ، ومن خلال القصة يمكن رصد الحركة الاجتماعية ، ودراسة ظواهرها ، ومن خلالها يمكن تجاوز المكرور والدارج ؛ و( تعبير القاص عن القيم الإنسانية ، ومثلها العليا لا يتحقق وجوده إلا في إطار فني يتميز بالجدة والابتكار ؛ ليتسنى له التأثير المنشود ) .

و( القصة مرآة عصرها .. !! فإن لم تكن كذلك فهي تزوير على الأدب عامة ، وعلى الفن خاصة ، بل هي كذلك تزوير على المجتمع .. فهي ناصعة الدلالة على المجتمع ، صادقة التصوير لمعالمه وسماته في مختلف أنماطه ..) وهي لونٌ من ألوان التعبير عن الحياة والمجتمع .

والقصة ليست صوتا جهورا يفتعل الصراخ ، ويثير الضجيج ، بل هي صوت هامس خفيض مستسر يتأمل القاص من خلاله في أدق تفاصيل الحياة والمجتمع ؛ كي يخففَ من رمادية الرؤية ، ويُنقيِ بصيرتنا أكثر .. فإن كل من طوّر المجتمع ونقّاه فنيا وجماليا عبر سحر الكلمة سُمّيَ (قاصًّا) !!

ليست هناك تعليقات: