قال المفضل بن المهلب: الثقلاء ثلاثة (والرابع أثقلهم) رجل كان يزور قوما يستثقلونه ، فسألوا الله أن يريحهم منه ، فغاب عنهم ، فافتتحت أبصارهم ، وطابت نفوسهم ، ثم أتاهم يعتذر عن تخلفه عنهم . ورجل أتى رجلين وهما في حديث قد أعجبهما فقعد إليهما من دون الناس فدخل فيما يليهما فلما بلغ منهما ، قال: لعلّي قد قطعت عليكما فاستحييا منه فقالا: لا . ورجل انتهى إلى حلقة قوم فأقبل على الذي يليه فقال: أيشٍ يقول هذا لكم فهو لا يسمع ولا يدع من يسمع يفهم ، والرابع هو الشاب المكتهل الذي يتحادث في مشيته ، ويحسر عن ساقيه تميّزًا عن الخلق بثقل روحه .
قال تلتال بن قيقانه العولمي : ورجل يثرثر عليك ، وهو لا يعلم أنه يثرثر ، ورجل يكثر المطبات في طريق الناس والسيارات.
قال رجل للأحنف بن قيس ـ وكان يجالسه ـ يا أبا بحر هل زنيت قط ، قال: فسكت الأحنف ، ثم أعاد عليه ، فقال: أما منذ أسلمت فلا ، قال ثم لقيه بعد ذلك ، فقال: يا أبا بحر هل تعرفني قال: نعم أعرفك ، جليس سوء !!
دخل رجل على عليل يعوده ـ وكان العليل يبغضه ويستثقله ـ فقال له وقد أبرمه في المسألة كيف وكيف تجدك ، وهل تعرفني ، قال له المريض: وهل يخفى بغضك على أحد .
عن أسود بن سالم ، قال: مَنْ أكرهُ أن أنظرَ إلى وجهِه فكيفَ أحدِّثُه !؟ وكان حماد بن زيد إذا رأى عفان بن مسلم الصفار البصري قال ما أثقل ظله .
كان رجل يجالس ابن المقفع فيكثر الكلام ويطيل الجلوس فكان ابن المقفع يستثقله فجاءه يوما وقد تناول دواء ، فقال لغلامه: استأذن لي عليه ، فقال له الغلام: قد أخذ دواء ، قال ليس من ذلك بد ، فقال له الغلام: ليس إلى ذاك سبيل ..
وقال ابن المرزبان ، كان يقال: الأنس بالثقيل علامة الثقل لأن كل طير مع شكله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق