٢٠٠٧/٠١/٠٤

مأساة الحياة بعد عام قديم

(بين يدي الله)
للشاعرة نازك الملائكة
وهي مقاطع من مطولة بعنوان (مأساة الحياة) ، وهو عنوان يدل على تشاؤمها المطلق ، وشعورها بأن الحياة كلها ألم وإبهام وتعقيد حسب تعبيرها .
وقد اختارت الشاعرة بحرا عروضيا مرنا هو البحر الخفيف ، الذي يجري بين يدي الشاعر كما يجري نهر عريض في أرض منبسطة كما عبرت في مقدمة الديوان ج1 .
وقد بلغت القصيدة (1200) ألفًا وَمِئَتَيْ بيتٍ ، انتهت منها الشاعرة عام 1946م .
والنص بشكل عام عبارة ٌ عن مناجاةٍ روحيّة بين الخوف والرجاء ، ورحلةٍ تأمليّة بين اليأس والأمل بثّتْ فيها الشاعرة أساها وشكواها ، فهي تغني وتبكي .. تارة تغنّي بوصف الغناء يرمز للفرح ، وتارة تبكي بوصف البكاء يرمز للحزن ، لكنّ الشاعرة في شكواها وألمها تتكِئُ على إيمانها العميق ، فهو شاطئ الأمان ، وبرية الاطمئنان .
والشاعرة لا تتوانَ في تعبيرها الشعري عن استصراخ مظاهر الطبيعة ، فهي لا تكفُّ عن مناداة الرياح والبحار والضحى والأصيل ، ولا تفتأُ من مناجاة ربِّ السماء ، فهي بعد أن لاذت بالإيمان والسمو الروحي لا تخشى الظلام والإظلام ، ولا اليأس والقنوط ، ولا الحزن والكآبة ، فهي في نشيدها الدائم تصرخ بصوت مجسّدٍ تعبرُ فيه عن معنى الحياة وعمقها ، فهي في حضرة (الألوهة المرجوّة) في كلِّ آنٍ ومكان .
نص رائع من شاعرة رائعة يحتاج إلى خلوة وجدانية ، وصفاء روحي ، وانعدام الشواغل ، وكثرة الشواعل كي يقرأَ قراءة رائعة .

ليست هناك تعليقات: