٢٠٠٨/٠٤/٠٤

روافد .. قلم رصاص

ليلة السبت أتابع باهتمام برنامج روافد يقدمه أحمد علي الزين ، الساعة 8:30 م في قناة العربية ، وأيضا أتابع باهتمام برنامج قلم رصاص ، الساعة 9:30 يقدمه حمدي قنديل في قناة دبي .
أنا أتابع البرنامج ، وأحاول الكتابة من خلال المشاهدة ، فأنا مشغول بلهفة المشاهدة وهوس الكتابة في الوقت نفسه .
الحلقة مساء هذا اليوم مع الروائي بهاء طاهر ، وهو أنيق التعبير ، ومثقف تنويري ، من منابعه طه حسين ، ويرى بهاء طاهر أنه ليس الإلهام هو مصدر الكتابة ولكن لا بد من العمل والمجاهدة والشغل ، والواقع مصدر ثم العمل !!
يقول : اشتغل في الغرب مدة خمس عشرة سنة ، وكان العمل مجهدا من الصباح الباكر حتى الليل ، ولهذا لم أستطع الكتابة !
له رواية الحب في المنفى ، قال الضحى ، وبالأمس حلمتُ بك عن موت والده ، وشرق النخيل .. وكان يشتغل في أكثر من عمل كتابي !!
بهاء طاهر من أسرة صعيدية ، وطفولته ليست سعيدة ، وكانت بداية طفولته في بداية الحرب العالمية الثانية ، وبتجربة أسرية خاصة بوباء الملاريا الذي قضى على كثير من أسرته ، هذا أورثه حزن حقيقي وشجن معتق ، كان عمره حينها 7 سنوات .
كان يبهجه القصص التي ترويها أمه .
النكوص للطفولة تشبث أكثر بالحياة ، ولديه أن الكاتب بدون كتابة ليس له وجود !!
محمد بهاء الدين طاهر هذا اسمه بالكامل !!
وفترة طه حسين تدفع كل شخص أن يكون كاتبا ، وأغلبهم كان يحاول تقليد الكتاب الكبار ، وكان قارئا نهما للقصة والرواية ، اهتم بتعليم الانجليزية (على نفسه) أي بنفسه ، وترجم منها لباولو كويلو وغيره .
الكتابة عن الأزمات هو لتجاوزها ، وليس لتبقى !!
حتى الطفل يحاول إثبات وجوده في مقابل العدم ، وهي أشكال من الخلود ، وأشار نجيب محفوظ في الحرافيش إلى ذلك في إحدى الشخصيات .
ليس غزير الإنتاج وليس مهتما بهذا ، وليس من أحلامه ، وبعد نشره رواية الحب في المنفى قال: سأتوقف عن الكتابة ، ولكنه عاد وبدأ الكتابة من جديد .
لديه إحساس أن الكاتب عليه مسؤولية عظمى ، والرواية لدية تقوم بدور اجتماعي !!
يوجد إسفاف يومي في السياسة والأدب يسهم في تخريب الوعي وتزييفه ، ولكن الجزء البناء لا زال يقدم جهوده وقناديله !
وكتاباته كتابات هامسة هذا ما يقوله عنه محمود أمين العالم ، وهو عاشق عظيم لمصر ومهموم بها ومشوق إليها .
أما برنامج قلم رصاص فهو مخلص أسبوعي لكل القضايا العاصفة ، بأسلوب حمدي قنديل الآسر والحاد ، وبلغته الطرية والنابعة من القلب ، وبطريقته الساخرة التي تشبه الكوميديا السوداء .

ليست هناك تعليقات: